المحبة الازلية داخل الثالوث القدوس

 

المحبة الازلية داخل الثالوث القدوس

ده نص السؤال :


سوالك حلو عايزك تركز في كل كلمة لاخر المقالة :

السوال ده بيتكرر مع اسئلة كتير بنفس السياق زي إزّاي كان ربنا خالق، ومُحب، وصانع سلام من قبل ما يخلق الكون ؟ هل كان لازم يخلق علشان تنطبق عليه الأوصاف دي ؟

لكن لما نؤمن بالثالوث الأقدّس، يعني إن ربنا واحد في الجوهر وثلاثة أقانيم، بنلاقي إن المعضلة دي بتتحل بسهولة. لأن كل الصفات دي أصلها بيرجع للمحبة. بالحب، ربنا خلق السما والأرض. هو رحيم، وصانع سلام، وحنين... لأنه بيحب الإنسان. الكتاب المقدس بيقول: "اللهُ مَحَبَّةٌ" (١يو٤: ٨)، محبة أزلية. الآب بيحب الابن، ومافيش وقت مرّ من غير ما الآب كان بيحب الابن. فالمحبة كصفة إلهية،لأن المحبة هي جوهر ربنا نفسه، وبيحب من الأزل وإلى الأبد. مش محتاج يخلق علشان صفاته تبان. السيد المسيح قال للآب السماوي: "لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ" (يو١٧: ٢٤).

العلاقة اللي بين أقانيم الثالوث القدوس، الأزلية والمُطلقة، اتعرّفت لينا من خلال تعاملات ربنا معانا، خصوصًا من خلال الخلاص اللي عمله علشاننا. وقبل ما يسلم نفسه، المسيح صلّى للآب باسمنا، وقال:

"كَمَا أَنَّكَ أَيُّهَا ٱلْآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا... وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ... وَعَرَّفْتُهُمُ ٱسْمَكَ، وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ ٱلْحُبُّ ٱلَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ" (يو١٧: ٢١ - ٢٦).

لو شيلنا الإيمان بالثالوث من المعادلة، وقلنا إن ربنا بيحب من الأزل، كأننا بنقول إنه بيحب نفسه، وده معناه أنانية! حاشا ! وبنفس الطريقة، لو قلنا إنه كان في سلام من الأزل، طيب كان في سلام مع مين ؟ فهنلاقي أسئلة كتير ملهاش إجابة غير لما نفهم إن ربنا هو الثالوث القدوس في جوهر واحد.

الإيمان بالثالوث بيعتمد على الفهم الكتابي لطبيعة الله، بإنه المحبة، فربنا مش واحد منعزل لوحده، لكن الآب دايمًا مع الأقنومين التانيين في نفس الجوهر الإلهي. لازم نفرّق بين "واحد لوحده" و"واحد في وحدانية". الإيمان المسيحي مش بيقول إن ربنا واحد منعزل، ولا بيقول إنهم تلات آلهة منفصلين، لكن هو إله واحد في جوهره، وحياته فيها حركة سرمدية داخلية وخارجية باتحاد الأقانيم

==============================

ممكن يجي فبالك سوال تاني :

طيب ليه ثالوث بالذات ليه مش اربعة او خمس اقانيم مدام واحد في الجوهر ؟

و ده سؤال ممتاز ، وبييجي في دماغ ناس كتير :

ليه الله ثالوث بالذات ؟ ليه مش أربعة أو خمسة أقانيم، طالما كلهم واحد في الجوهر ؟

الإجابة هنا بتعتمد على فهم المحبة وطبيعة العلاقة داخل الثالوث و علي كذه نقطة .

المحبة الحقيقية محتاجة مُحِب ومحبوب وروح المحبة

يعني علشان تكون فيه محبة كاملة، لازم يكون فيه :

اللي بيحب (المُحب) وده الآب

واللي بيتحب (المحبوب) وده الابن

والرباط اللي بيربط بينهم بمحبة كاملة، وبيحمل نفس الجوهر وده الروح القدس

الثلاثة دول بيكمّلوا بعض وبيعبّروا عن المحبة الكاملة.

لو كانوا أكتر من كده، هتبقى المحبة مشتّتة، مش كاملة، ومش بسيطة. هتبقى أقرب لفوضى أو لتعدد آلهة، وده عكس طبيعة ربنا.

====================================

العدد ٣ هو العدد الكامل للعلاقة

العلاقة الكاملة دايمًا بتتحقق في ٣ :

مصدر، وكلمة، وروح

زي الشمس: قرص الشمس، النور اللي بيخرج منها، والحرارة اللي بنحسها. كلهم شمس واحدة، لكن التلاتة ليهم دور متمايز

الآب والابن والروح القدس بيكشفوا كل صفات الله

حتي في الظهور الالهي للثالوث في معمودية المسيح في نهر الاردن

الكلمة اليوناني لهذا الظهور

Θεοφάνεια (Theophaneia)

الي معناها (اعلان الله او الله ظهر بشكل كامل)

الثالوث مش مجرد رقم، لكنه هو الشكل الوحيد اللي نقدر نفهم بيه إن ربنا :

محبة

شخصي

مش منعزل

وله شركة داخلية من الأزل

لو زودنا أكتر من كده، مش هنبقى بنتكلم عن إله واحد في جوهره، لكن عن آلهة كتير، وده مش إيماننا.

====================================

ربنا في الكتاب المقدس أعلن لينا كده :

الإيمان بالثالوث مش نتيجة تفكير فلسفي من البشر، لكن إعلان إلهي واضح في الكتاب المقدس :

المسيح بيقول :

"فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ ٱلْأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِٱسْمِ ٱلْآبِ وَٱلِٱبْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ" (متّى ٢٨: ١٩)

خد بالك قال "باسم" مش "بأسماء"، لأنهم إله واحد في ثلاثة أقانيم.

هو قالنا انه ثالوث في طبيعته فا ده مش استنتاج او اختراع بل حقيقة .

====================================

و في الاخير انتهي بشرح القديس اغسطينوس للعلاقة في الثالوث و ايات الكتاب المقدس عن المحبة بين الاقانيم .

ايات الكتاب المقدس :

"اَلآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ" (يو 3: 35).


"لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالًا أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ" (يو 5: 20).


"لِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي" (يو17: 23)


"أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ" (يو17: 24)


"عَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ" (يو17: 26)


"الاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ" (يو1: 18)


"الَّذِي انْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا إلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ" (كو1: 13).

====================================

القديس اغسطينوس بيقول :

"فمن الواجب علينا أن نفهم أن كل عملية إلهية تنبع من الآب، وتمر عبر الابن، وتكمل بواسطة الروح القدس. هذه الأقانيم الثلاثة، على الرغم من اختلاف الأدوار التي يقومون بها، إلا أنهم واحد في الجوهر والإرادة. وهذا يظهر بوضوح في تعميد المسيح، حيث كان الآب يعلن، والابن يُعتمد، والروح القدس ينزل كحمامة."

(On The Trinity Book XV, Chapter 26)

"الثالوث الأقدس هو لغز الإيمان المسيحي الأسمى، وهو الذي يمنحنا الفهم العميق لطبيعة الله. الله هو الآب والابن والروح القدس، ثلاثة أقانيم في جوهر واحد. هذا الاتحاد السرمدي هو سر الوحدة في التعددية، ويظهر في كل عمل إلهي."

(On The Trinity Book 1, Chapter 1)

"كلما تأملنا في الثالوث، ندرك أن الآب هو المصدر، الابن هو الكلمة، والروح القدس هو الحب الذي يربط بينهما. هذه الأقانيم الثلاثة ليست مجرد صفات لله، بل هي الكيان ذاته لله الواحد. كل أقنوم له وجوده الخاص، ولكنهم جميعًا واحد في الجوهر والإرادة."

(On The Trinity Book 5, Chapter 6)

Siervo De Jehová
بواسطة : Siervo De Jehová
"لكي تجثو باسم يسوع كل رُكْبَةٍ" (في 2: 10)
Comments