الرد علي ادعاء وجود رضاع الكبير في المسيحية


 الرد علي ادعاء وجود رضاع الكبير في المسيحية

بيقول بعض المعترضين من المسلمين إن موضوع "رضاع الكبير" مش موجود بس في الإسلام، لكن كمان ليه شواهد في الكتاب المقدس، وبيستشهدوا على كده بنصين :
سفر الأمثال 5: 18-19
"لِيَكُنْ يَنْبُوعُكَ مُبَارَكًا، وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ، الظَّبْيَةِ الْمَحْبُوبَةِ وَالْوَعْلَةِ الزَّهِيَّةِ. لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ، وَبِمَحَبَّتِهَا اسْكَرْ دَائِمًا."

أشعياء 60: 16
"وَتَرْضَعِينَ لَبَنَ الأُمَمِ، وَتَرْضَعِينَ ثُدِيَّ مُلُوكٍ، وَتَعْرِفِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُخَلِّصُكِ وَوَلِيُّكِ عَزِيزُ يَعْقُوبَ."

يعني موضوع رضاع الكبير ده مفروغ منه اسلاميا بالادلة القاطعة من السنة الصحيحة في اصح كتب بعد القران (بخاري و مسلم) و من القران لكن منسوخة تلاوة باقي حكمها و هو التقام رجل غريب لثدي المراة و الرضاعة عشان تحرم عليه شرحت هذا الموضوع تفصيلا في المقالة ديه تقدر تراجع و انه حكم مازال موجود عادي و ينفع يطبق اسلاميا (مش بتكلم ده اخلاقي ولا لا لانه اكيد مش اخلاقي لكنه معمول به في الاسلام) :
https://siervodejehova1.blogspot.com/2025/03/blog-post_11.html
===============================
أولا: الفرق الجذري بين الموضوعين
في الإسلام: "رضاع الكبير" تشريع فعلي في السنة، ورد بأحاديث صحيحة في البخاري ومسلم، وطبقته بعض الصحابيات مثل سيدة سُهيلة بنت سهيل مع سالم مولى أبي حذيفة بأمر مباشر من النبي.

في المسيحية: لا يوجد أي أمر تشريعي أو حتى موقف تاريخي بخصوص "رضاعة رجل بالغ" من امرأة أجنبية عنه. ما يُستشهد به لا يتعدى كونه أسلوبًا رمزيا أو شعريا في النصوص.
===============================
نحلل الشاهد الأول : سفر الأمثال 5: 18-19
نقرا السياق الكاتب بينصح الشاب بالارتباط بزوجته ورفض الزنا، وده واضح جدا في بداية الأصحاح :
"لِتَبْتَعِدْ طُرُقُكَ عَنْهَا (المرأة الأجنبية)" (أمثال 5: 8)
وبعدها يحثه على التمتع بزوجته وحدها ويقول :
"لِيَكُنْ يَنْبُوعُكَ مُبَارَكًا، وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ..."

هل التعبير حرفي ؟
لأ، التعبير شعري ورمزي 100%. وده باين من تشبيه الزوجة بـ :
"ظَبْيَة مَحبُوبَة"
"وَعْلَة زَهِيَّة"
يعني النص كله مجازي، بيركّز على جمال العلاقة الزوجية، مش بيوصف أمر مادي حرفي اسمه "رضاعة".

الكلمة الأصلية في العبري :
الكلمة اللي تُرجمت "ثدييها" هي :
דדיה (dadeyha)، مشتقة من דוד (dod)، ومعناها الأساسي: الحب أو الحبيب.
معناها الأساسي مش عضو جسدي بالمعنى البيولوجي، لكن مكان المشاعر والعاطفة.

يعني مثلا في الترجمات الإنجليزية زي :
CEV: “Let her love satisfy you”
NCV: “Let her love always make you happy”
واضح إن حتى المترجمين نفسهم فهموا النص بمعناه المجازي، مش الحرفي.
و نفس الكلام في التفاسير اليهودية زي :
Eruvin 54a

المعنى الإجمالي :
العدد بيقول للشاب :
"افرح بزوجتك، واشبع من حبها، وخلي محبتها ترويك وتشبعك، ومتدورش على علاقات زنا."
===============================
نحلل الشاهد الثاني : أشعياء 60: 16
نقرا السياق الحديث هنا عن مدينة أورشليم الرمزية وهي ترمز للكنيسة في العهد الجديد وأنها هتكون منارة للأمم :
"قُومِي اسْتَنِيرِي، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ نُورُكِ..." (أشعياء 60:1)
تعبير "ترضعين لبن الأمم" و"ثُدِيَّ مُلُوكٍ"
ده تعبير مجازي واضح، بمعنى :
إن الأمم والملوك هيتجهوا لأورشليم (الكنيسة)، وهيقدموا خيراتهم وخبراتهم في خدمة الرب.
وده اتفسر في تفاسير آبائية على إنه : "الإفادة من مواهب الأمم حين يدخلون في الإيمان، وإخضاع علومهم وفكرهم للحق الإنجيلي."
و من الاباء الي ذكروا كده هم :
القديس اغسطينوس :
)On the Morals of the Catholic Church(
العلامة اوريجانوس :
)Commentary on Proverbs, Fragment (7
القديس يوحنا ذهبي الفم :
)Homily on Ephesians (20
القديس جيروم :
)Letter 53 to Paulinus(
و بردو مذكور في التفاسير اليهودية زي :
Targum Jonathan on Isaiah 60:16

هل معنى كده إن فيه "رضاعة مادية من ملوك ؟"
طبعا لأ، لأن
أورشليم مدينة مش إنسانة.
ومفيش حاجة اسمها "ثدي ملوك" بالمعنى الحرفي، بل هو أسلوب شعري كناية عن الغنى والقوة والنفع.

فا الي جه في سفر الأمثال وأشعياء هو أسلوب رمزي شعري بيُستخدم كتير في الأدب العبري والشرقي القديم.
مفيش أمر أو حدث في الكتاب المقدس عن رجل بالغ يرضع من امرأة.
المقارنة بينه وبين "رضاع الكبير" في الإسلام هي مقارنة غير منطقية ومضللة، وتحاول فقط صرف النظر عن إشكالية حقيقية موجودة في بعض النصوص الإسلامية

ملحوظة أخيرة :
الاعتراض من المسلم هنا فيه تناقض ضمني، لأنه حتى لو افترضنا (جدلا) إن النص الرمزي في الكتاب المقدس "سيء"، هو بيستخدمه مش عشان يبرره، لكن عشان يقول:
"ما هو إنتو كمان عندكم!"
وده نوع من المغالطة المنطقية (tu quoque fallacy)الرد على نقد مش بإثبات العكس، لكن باتهام الآخر بنفس الشيء، و لو بالكذب او غلط.
Siervo De Jehová
بواسطة : Siervo De Jehová
"لكي تجثو باسم يسوع كل رُكْبَةٍ" (في 2: 10)
Comments