لماذا انا مسيحي



 

لماذا انا مسيحي ؟

(ديه خاطرة شخصية بحكي فيها قصة و رحلة إيماني ❤️)

أنا مشيت في سكة طويلة علشان أوصل لفكري الي أنا فيه دلوقتي. مكنتش بقبل حاجة لمجرد إنها وراثة أو تلقين او شئ اتولدت لقيت اهلي عليه لا كنت دايما بدور مكنتش باخد حاجة مسلم بيها و ده اصلا الصح في التفكير و كنت شايف إن لازم الإيمان يبقى نابع من بحث حقيقي على معنى و فكر و وجود و ده خلاني عن جهل تقريبا و توهان كانت فترة مش قليلة ابدا من عمري لاديني ربوبي مقتنع بوجود قوي كبري اعلي مني بس مش شايف إن الأديان بتقدمه صح. كنت شايف ان بعضها فيها حاجات كويسة بس كمان حاجات مش داخلة عقلي. كنت بفكر بفلسفة و منطق بس تقريبا لكن كنت حاسس إن في حاجة ناقصة . إزاي الكيان الاعلي يخلقني او يكونني و يسيبني ؟ يعني لو خلقني بدون تواصل يبقي ايه فايدة وجوده و لو خلقني بلا سبب منطقي سليم ده عبث.

=======================
من هنا بعد مدة كبيرة بدأت أبص للمسيحية من زاوية تانية فا بقيت لفترة كبيرة ربوبي مسيحي (مسيحي ثقافيا) (مؤمن بالمسيحية كتعاليم و اخلاق و نظام حياتي لكن مفيش اقتناع كعقيدة و ايمان) لكن بعدين بقيت ابصلها من زاوية مختلفة مش من اللي اتقال لي او علمي القديم لكن من أصلها و ادور من اول و جديد فيها بدأت أفهم و استوعب إن فكرة إن ربنا نفسه يتجسد مش ضعف ولا خرافة ولا اصلا في معتقد قبل او بعد المسحية عرف يجيب كل العمق و الجمال ده الي فيها لكن بالعكس دي أكتر فكرة فيها منطق إنساني و روحي و فلسفي المسيحية عرضتها بشكل جميل من خلال الكتبة المختلفين من الصيادين زي بطرس للملوك زي داود علي مدار مئات السنين شرح و نبوات و تحقيق للنبوات في ترابط عجيب و جميل و منطقي جدا لأن لو ربنا محبة يبقى طبيعي ييجي لنا ولو عايز يعلن نفسه بجد يبقى يظهر لنا في شكل نقدر نقرب له ونفهمه و نعرفه و نحس بيه و لو الإنسان وقع يبقى اللي يرفعه لازم يكون حد أقوى منه وهو نفسه ربنا احنا اتخلقنا لان الله من فيض محبته حب يخلق كائنات تتمتع بهذه المحبة الازلية الخلق مش عن حاجة بل عن محبة :
"لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولًا." (إش 53: 4).

اللي قاله المسيح مش ممكن يكون كلام نبي عادي ولا فيلسوف، ده قال: "أنا هو الطريق والحق والحياة"، "اللي شافني شاف الآب". مين يقدر يقول كده وهو مش كاذب ولا مجنون و التاريخ يشهدله ؟ ، بعدها لقيت إن الاله اللي كنت بدور عليه ، هو هو مسيحي القدوس بس كنت شايفه من بعيد . ولما قربت اكتشفت إن لو في اله هيبقي هو المسيح الله المتجسد.
=======================
لقيت إن الفلسفات و الافكار اللي كنت تايه فيها عن الحرية والمعنى و معضلة الشر ايه سببها و لو الاله محبة ليه سايبها و الحب و العدل و وجود الاله نفسه و الاسئلة عن ماهيته و نتايج وجوده و سبب الوجود او الخلق كل الأسئلة ديه لقيت ليها مش ردود كاملة او سريعة او عاطفية لكن احتواء كامل عشان اقدر اتعامل معاها صح و أحاول استوعبها

و لقيت انها كلها بتتكامل و بتتفسر و بتتشرح في شخص المسيح و هي الأقرب للصواب في اثبات وجود اله و هذا الاله من معتقدات كتير صعب جدا يكون اي اله تاني غير المسيح. هو اللي عاش الألم ومات في جسده وقام كاله قادر علي كل شئ... وغلبهم. المسيحية مش بس إجابة عن وجود الله، دي كمان إجابة عن "أنا مين"، و ليه الدنيا بايظة وليه لسه في أمل رغم كل ده و غيره و لقيت كمان اني مميز انا مخلوق لاني محبوب :
"نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلًا." (1 يو 4: 19).

كتير من الفلاسفة زي أفلاطون، أرسطو، و نيتشه و ديكارت فضلوا طول الوقت بيدوروا على المعنى. مرة في الحكمة، مرة في العقل، مرة في القوة بس كلهم فضلوا يحكوا عن أفكار. إنما المسيح ما جاش يقول فكرة. جه هو نفسه يبقى هو المعنى. المعنى جه ليا. شالني، و احتوي فكري و اسئلتي جه بنفسه لانه خلق الانسان حب في الانسان خلصه و مات لاجله لخلاصه و قام ليحيه .
و مازلت بحب اقرا كتب فلسفية كتير لكذه فيلسوف قريب لفكري و بتعلم كل شوية حاجة جديدة :
"إِنَّ الْعَلِيَّ أَلْهَمَ النَّاسَ الْعِلْمَ، لِكَيْ يُمَجَّدَ فِي عَجَائِبِهِ." (سي 38: 6).

قريت بعمق في اكتر من معتقد احد هذه المعتقدات شفت إله فيه دايما فوق ، بعيد ، مش بيتواصل، مفيش ضمان لمحبته ولا لعلاقتي بيه متعالي و متكبر بل بيضل غير المومنين موذي و في نرجسية لقيت ان مستحيل ده يكون خالق الكون و ان قعد اتباعه يبرروا و يدلسوا.

لكن في المسيح، لقيت الإله اللي جالي مش اللي استناني. اللي غسل رجلين تلاميذه و مات حب ليا وضمن لي حياة ليها معنى من دلوقتي مش بس في الحياة التانية :
"لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ، الْقَائِلُ لَكَ: لاَ تَخَفْ. أَنَا أُعِينُكَ." (إش 41: 13).
=======================
حتى من ناحية العقل لقيت إن عقيدة التجسد و الثالوث القدوس مش ضد العقل بالعكس فيها توازن رهيب بين الوحدانية و المحبة بين العلاقة والجوهر بين القداسة والحنان وفهمت إن الإله الحقيقي ميكونش منغلق على ذاته او واحد وحدة فردية، لكن في علاقة... ثالوث محبة دائمة يكون واحد جوهريا مش عدديا. وقريت في كتابات و رسائل الآباء زي أثناسيوس، كيرلس و ديسقورس و أغسطينوس و غيرهم من آباء الكنيسة الاتقياء ناس كانوا بيحبوا ربنا بعقلهم، مش بس بعاطفتهم و لسه بقرا و بتعلم جديد.
=======================
وعلى مستوى التاريخ لما سألت فين الاستمرارية ؟ لقيت المسيحية فيها تعليم واحد ممتد من الرسل لحد النهارده فيها كنيسة مقدسة جامعة رسولية من قراية التاريخ انا لقيت المسيح جوة الكنيسة لأنها جسده خارج الكنيسة مش هعرف المسيح كويس لان المسيح الراس و الكنيسة الجسد و انا عضو في هذا الجسد و مش اي كنيسة بل بردو من قراية التاريخ و (جعل التاريخ و الامانة الابائية و حفظ التسليم حكام) عرفت إنهي كنيسة من كنايس كتير هي الأقرب للمسيح
و الرسل و لروح الكتاب المقدس و الاباء و هي كنيستي الميافيزية

و كمان مش بس كتاب ولقيت فيها مش بس إيمان لكن شخص حي بيحضني رغم كل أسئلتي و بيقول لي : "أنا معاك لحد الآخر". المسيحية جمعت قلبي مع عقلي جمعت رغبتي في المعنى مع رغبتي في الحب ولما شفت الصليب فهمت قد إيه ربنا بيحب الإنسان حتى وهو بيتمرد عليه و بيرفضه مش بيسيبه بل بيخبط علي قلبه مستنيه يفتح :
"هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي." (رؤ 3: 20).
=======================
حتي العهد القديم بكل وصاياه القاسية الي كنت بستغربها بدراسة النصوص و التاريخ و السياق و الاحداث قدرت افهم و استوعب حاجات كتير جدا و قدرت اوفقها و ان المسيح هو اله النعمة و الناموس متغيرش او اتناقض بين تعاليم العهدين بل تدريج في الاعلان تدريج فكل شئ اعلان عن ذاته احكام وصايا كل ده عشان يرجع الانسان لشكله الاصلي صورة و مثال الله فكل شئ و ده عظمة الهي في هذه النقطة :
"يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ." (عب 13: 8).
=======================
أنا مش مسيحي عشان اتولدت كده ده مش شخصي ولا فكري أنا مسيحي علشان دورت و لما دورت بجد لقيت الحقيقة في شخص المسيح القدوس أنا مؤمن مش علشان لاقيت كل الإجابات لكن علشان لاقيت اللي قبلني بأسئلتي وقال لي : "أنا هو القيامة والحياة... من آمن بي وإن مات فسيحيا".

الهي لقيت فيه المحبة و المنطق و الفلسفة و التواضع و العدل و الرحمة و القبول و الحنان .

الهي قبلني و سمحلي بالسوال بلا ملل مش اكرهني ولا قال اسمع و اطع تصديق اعمي بدون فهم بل اقدر اتحاور و اتجادل معاه كمان و بلاقيه بيبعتلي اجابات و شرح عشان مش سايبني ولا هيسيبني .
لكِنَّنِي لَسْتُ أَخْجَلُ، لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ، وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ." (2 تي 1: 12). ❤

Siervo De Jehová
بواسطة : Siervo De Jehová
"لكي تجثو باسم يسوع كل رُكْبَةٍ" (في 2: 10)
Comments