طبيعة المسيح الواحدة من اتحاد طبيعتين (الله المتجسد)
هل المسيح له طبيعتين منفصلين او له عقلين منفصلين عقل بيفكر كانسان و عقل بيفكر كأله ؟
السوال ده مبني علي فهم غلط أن المسيح شخصين او اللاهوت منفصل عن الناسوت او المسيح اتنين
لكن لا مش كده
المسيح مش انسان + الله
المسيح مش كيانين منفصلين، واحد بيفكر كإنسان وواحد بيفكر كإله. هو شخص واحد بطبيعتين او المسيح طبيعته طبيعتين بقوا طبيعة واحدة (الله الكلمة المتجسد او الله المتجسد) :
الطبيعة الإلهية (اللاهوت) = الله، بكل صفاته، الأزلي، القادر على كل شيء، كلي الحكمة والمعرفة.
الطبيعة البشرية (الناسوت) = إنسان حقيقي، عنده جسد وروح و نفس و ارادة بشرية زينا بالظبط، بس بلا خطية .
لكن الطبيعتين دول متحدين اتحاد كامل من غير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولا استحالة ، يعني اللاهوت فضل لاهوت، والناسوت فضل ناسوت، لكن الاتنين متحدين في شخص واحد هو المسيح يسوع .
الاتنين متحدين في (اتحاد أقنومي)
الاتحاد بين اللاهوت والناسوت مش زي شغل زرين ON/OFF، يعني مش لحظة بيشتغل كإله ولحظة بيشتغل كإنسان، لكن كل فعل من أفعاله هو فعل شخص واحد مسيح واحد
طيب هل عقل المسيح البشري كان منفصل عن اللاهوت ؟
لا، عقل المسيح البشري كان حقيقي، وده واضح لما يقول في :
وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ، عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ." (لو 2: 52).
هنا بيتكلم عن الناسوت، لأنه كان بينمو كإنسان طبيعي. لكن في نفس الوقت، المسيح كان عنده معرفة إلهية غير محدودة لأنه هو الله المتجسد :
"اَلآنَ نَعْلَمُ أَنَّكَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَحْتَاجُ أَنْ يَسْأَلَكَ أَحَدٌ. لِهذَا نُؤْمِنُ أَنَّكَ مِنَ اللهِ خَرَجْتَ»." (يو 16: 30).
بوست عن أن المسيح بلا خطيئة ؛
==============================
هل المسيح كان بيعرف كل حاجة من البداية ولا كان بيتعلم ؟
كإله: هو كليّ المعرفة، عارف كل شيء.
كإنسان: كان بينمو في المعرفة بالطريقة الطبيعية عادي جدا لانه انسان كامل ، وده ما ينفيش إنه في أوقات معينة كان بيُظهر معرفته الإلهية، زي لما قال لنثنائيل :
قَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي؟» أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «قَبْلَ أَنْ دَعَاكَ فِيلُبُّسُ وَأَنْتَ تَحْتَ التِّينَةِ، رَأَيْتُكَ»." (يو 1: 48).
طيب إزاي الطبيعتين متحدين ؟
خليني أوضحها لك بمثال بسيط و ده شرح الاباء فا شرح جميل و واضح :
تخيل قطعة حديد محماة بالنار. الحديد هو المادة (زي الناسوت)، والنار اللي دخلت فيه زي اللاهوت. الحديد فضل حديد، والنار فضلت نار، لكن الاتنين متحدين مع بعض، فالحديد بقى منور وساخن بالنار، والنار بقت موجودة في الحديد. لكن الحديد ما اتحولش لنار، والنار ما اتحولتش لحديد.
نفس الفكرة في التجسد، اللاهوت اتحد بالناسوت، فبقى المسيح شخص واحد بطبيعة واحد من اتحاد طبيعيتن .
القديس ساويرس الانطاكي بيقول :
"نحن لا نقسم المسيح إلى اثنين بعد الاتحاد، بل نعترف بطبيعة واحدة للكلمة المتجسد، الذي هو نفسه كامل في الألوهية وكامل في الإنسانية."
Letters of Severus, 12
عادي يجي فبالك سوال إزاي المسيح يعلم و قال انه لا يعلم الساعة في إنجيل مرقس
ده بوست شرحت فيه النقطة ديه بشرح الاباء هيفيدك :
=======================================
و سوال تاني ممكن يجيلك
إزاي طبيعته البشرية خاضعة للاهوته ؟
لأنه إنسان حقيقي كامل تجسد و تأنس ، لازم يكون عنده إرادة بشرية خاضعة لإرادته الإلهية
المسيح مش "روبوت" ولا كان عنده طبيعة بشرية مستقلة بتتصرف لوحدها، لكنه كان عنده إرادة بشرية كاملة حقيقية تخضع للإرادة الإلهية و طبيعة واحدة من اتحاد طبيعتين و ده مش تناقض بل إرادة المسيح البشرية تخضع للارادة الالهية .
في (يوحنا 6: 38) :
"لأني قد نزلت من السماء، ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني."
يعني إرادته البشرية لم تكن مستقلة عن اللاهوت، لكنها خاضعة له.
الصلاة في جثسيماني دليل على خضوع الناسوت للاهوت
في (لوقا 22: 42) :
"يا أبتاه، إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس، ولكن لا تكن مشيئتي بل مشيئتك."
هنا بيتكلم كإنسان كامل عنده مشاعر وأحاسيس، لكنه بيخضع بالكامل للإرادة الإلهية .
القديس كيرلس السكندري بيقول عن الآية دي: "لم تكن إرادته البشرية منفصلة عن إرادته الإلهية، لكنه أراد أن يُظهر أنه أخذ طبيعة بشرية حقيقية تخضع لله."
و ديه بوست هيساعدك :
اكتب رأيك في هذه المقالة