طوبي لمن يمسك اطفالك و يضرب بهم الصخرة (شبهة و رد)
ده هو نص السؤال :
النص ده من المزمور 137 بيقول :
"طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!" (مز 137: 9).
وده بيبان لأول نظرة كأنه دعوة للعنف ضد الأطفال وده ممكن يصدم ناس كتير وبيستخدمه البعض للهجوم على الكتاب المقدس.
لكن لو قرينا الآية في سياقها، وفهمنا طبيعة المزامير وأسلوبها هنقدر نفهم المعنى الحقيقي اللي ورا الكلام ده.
مزمور 137 هو مزمور مرثاة (حزن) كتبه شعب إسرائيل في السبى البابلي. بيتكلم عن حزنهم العميق لما كانوا في بابل، ويتذكروا أورشليم اللي اتخربت.
بيبدأ المزمور كده :
"على أنهار بابل، هناك جلسنا، بكينا أيضًا عندما تذكرنا صهيون"
يعني ده صوت شعب مكسور، مهدوم، بيتكلم عن الفقدان والهزيمة، وبيقول في المزمور كمان :
"يا بنت بابل المخربة، طوبى لمن يجازيكِ مجازاتك التي جازيتنا!"
فدي صرخة ألم ورغبة في العدالة والانتقام من اللى عمل فيهم كده، مش كلام تشريعي أو أمر إلهي.
المزامير مش دايما كلام تشريعي أو تعليمي مباشر من الله، لكن فيها مشاعر بشرية صادقة جدا. يعني فيها مشاعر غضب و رغبة في الانتقام و الم.
كل دي مشاعر صادقة من الإنسان المظلوم قدام الله، وربنا بيسمح إنها تتكتب علشان الإنسان يفرّغ غضبه قدامه بدل ما يعمله بإيده.
فمش معنى إن الوحي كتبها، إن الله بيؤيد اللي فيها، لكن معناها إن الله سامح للإنسان إنه يصرخ بوجعه قدامه زي ما هو.
ليه يقول يضرب الأطفال بالصخرة ؟
ده تعبير بلاغي عن نهاية الجيل الظالم، و كمان عن نهاية حضارة بأكملها، مش أمر شخصي.
وفي الثقافة القديمة، انتصار شعب كان بيتصور بمحو نسل العدو. فده تعبير عن العدالة الكاملة من منظورهم. وحتى كمان البابليين نفسهم كانوا بيعملوا نفس النوع ده من العنف في حروبهم، وده اللى حصل في تدمير أورشليم.
فالكاتب هنا بيقول: "زي ما عملتِ فينا، هييجي اللي يعمل فيكي بالمثل". ده تنبؤ بالعدالة الإلهية ضد بابل الظالمة، مش دعوة إن أي حد يمسك أطفال ويضربهم!
مهم جدا نفهم إن الوحي في الكتاب المقدس مش دايمًا بيوصف ما يجب أن يكون، لكنه ساعات بيسجل ما يشعر به الإنسان أمام الله.
الكتاب ما بيوافقش على الانتقام، لكنه بيسمح للإنسان إنه يصرخ بألمه قدام ربنا بدل ما يعبر عنه بفعل عنيف.
المزامير مش كلها تعليم حرفي، بل فيها مشاعر، رموز، وصراخات إنسانية واقعية.
خاصتا ان الوحي معني و الله بيترك للكاتب يعبر عن نفسه بلغته و فكره في الكلام لكن الله بيحفظه عشان يوصل المعني صح.
======================================
ده التفسير من السياق و بفهم المزمور في بعض الاباء فسروا المزمور في ضوء المسيح و الخطايا يعني :
الأطفال هنا يرمزوا للبدايات الصغيرة للخطية أو الفكر الشرير.
"وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ"
(1 كورنثوس 10 :4).
يعني "طوبى لمن يمسك الأفكار الصغيرة (قبل ما تكبر وتتحول لخطيئة) ويقضي عليها في المسيح".
وده بيخلينا نفهم المعنى الروحي الجميل اللي بيطلع من الآية من مجرد التأمل فيها و في سياقها.
المزامير مش كلها تعليم حرفي، بل فيها مشاعر، رموز، وصراخات إنسانية واقعية
اكتب رأيك في هذه المقالة