الجذور الوثنية لصوم رمضان
الجذور الوثنية لصوم رمضانفيه شواهد تاريخية بتورّي إن صيام شهر رمضان مش كان حكر على الإسلام، وإنه كان موجود في طقوس دينية أقدم، زي عند الصابئة والحرانيين، وكان مرتبط بالقمر وأحداث فلكية معينة.
======================================
الجندرية :
ابن النديم في "الفهرست" بيذكر في صفحة 348 مصطلح "الجندرية-كنية"، وده بيدينا لمحة عن التنوع الديني والفكري في المناطق القديمة زي العراق والشام، واللي كان من ضمنه طقوس الصيام.
ابن النديم، الفهرست، ص 348
==============
الصابئة المندائيين وصيام رمضان :
فيه طائفة من الصابئة المندائيين اللي كانت عايشة في شمال العراق، وكان عندهم صيام شهر رمضان كجزء من طقوسهم الدينية.
Sinasi Gunduz, The Knowledge of Life, Oxford University, 1994
==============
الحرانيين وصيام القمر :
مدينة حران القديمة، اللي كانت مشهورة بعبادة "سين" إله القمر، كان فيها طقس سنوي في شهر معين من السنة بيصوموا فيه لمدة شهر كامل بسبب ظاهرة فلكية.
القمر وقتها كان بيختفي بسبب مرور مجموعة "الثريا" (Pleiades) اللي في برج الثور (Taurus) خلال الأسبوع التالت من شهر آذار (مارس)، وده بيخلي القمر يختفي من السماء. الحرانيين كانوا بيصوموا علشان القمر يرجع تاني، وكانوا بيحتفلوا برجوعه في دير اسمه "كادي" (Kadi).
Dodge, B., The Sabians of Harran, p. 78
ابن النديم كمان بيأكد إن الحرانيين كانوا بيصوموا شهر كامل تكريمًا لإله القمر "سين"، وكانوا بيقدموا له قرابين حيوانية.
ابن النديم، الفهرست، ص 324 و325
==============
الصابئة في كوثى وصيامهم :
ابن أبي الزناد عن أبوه، قال إن الصابئة اللي في العراق، وبالتحديد في كوثى، كانوا بيصوموا ٣٠ يوم في السنة، وكان عندهم خمس صلوات في اليوم، وبيصلوا ناحية اليمن.
تفسير ابن كثير، ج2، تفسير سورة المائدة، ص 82-83
==============
ابن حزم والمقارنة بصيام رمضان :
المؤرخ ابن حزم الأندلسي بيقول إن صيام الحرانيين كان بيشبه صيام رمضان في الإسلام، وده بيورّي إن الفكرة مش جديدة تمامًا، لكنها امتداد أو تأثُّر بطقوس أقدم.
ابن حزم الأندلسي، الفصل في الملل والأهواء والنحل، ج1، ص 39
======================================
التشابه بين صيام الحرانيين وصيام رمضان في الإسلام :
الصيام لمدة شهر :
الحرانيين، زي المسلمين، كانوا بيصوموا شهر كامل، وده شيء ملفت في طقوسهم، وبيخلي فيه تشابه واضح من ناحية المدة.
أبو الفداء، المختصر في تاريخ البشر، ج1، ص 65
==============
الصيام مرتبط بالقمر :
الاتنين كانوا بيربطوا الصيام بالقمر. الحرانيين كانوا بيصوموا لما القمر يختفي نتيجة ظاهرة فلكية، وكانوا بيفطروا لما يرجع. نفس المبدأ في رمضان، اللي بدايته ونهايته بتتحدد بظهور الهلال.
أبو الفداء، المختصر في تاريخ البشر، ج1، ص 65
===============
توقيت الصيام :
كانوا بيصوموا من قبل شروق الشمس لحد غروبها، يعني من رُبع الليل الأخير لحد مغيب قرص الشمس، وده نفس توقيت الصيام في الإسلام.
محمد عبد الحميد الحمد، صابئة حرّان وإخوان الصفا، ص 57
أبو الفداء، المختصر في تاريخ البشر، ج1، ص 65
==============
ختم الصيام بالصدقة والذبائح :
ابن الجوزي قال إن الحرانيين كانوا بيختموا صيامهم بتقديم صدقة وذبح، ودي برضو ممارسة موجودة في العيد عند المسلمين، سواء الزكاة أو الذبائح.
ابن الجوزي، تلبيس إبليس، ص 84
==============
عيد الفطر عيد حراني :
ابن النديم قال إنهم كانوا بيحتفلوا برجوع القمر بعد شهر الصيام، وكانوا بيسموا اليوم ده "عيد الفطر"، وده نفس اسم العيد اللي بيجي بعد رمضان عند المسلمين.
ابن النديم، الفهرست، ص 319
======================================
رمضان قبل الإسلام : جذوره في الجاهلية والديانات اللي سبقته :
إزاي وصل رمضان لشبه الجزيرة ؟
فيه أدلة بتقول إن تأثير الصابئة الحرانيين وصل للجزيرة من وقت احتلال نابونيدس (ملك بابل) لمدينة تيماء، وده كان لمدة 10 سنين (ما بين سنة 550 لـ 540 قبل الميلاد).
وقتها بدأت الصابئية تنتشر وسط القبائل العربية، وكان في ناس بيؤمنوا بالكواكب وبيقولوا "مُطرنا بنوء كذا"، وبيعبدوا الملائكة أو الجن.
القلقشندي، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، ج18، ص11
اسم "رمضان" في الجاهلية :
بعض الناس بيقولوا إن الاسم جه من "الرمضاء"، يعني شدة الحر.
المسعودي، مروج الذهب، ج2، ص213
لكن الزبيدي بيرد على الكلام ده، وبيقول إن دي مش فاهمة حقيقية لأصل الاسم.
الزبيدي، تاج العروس، ج15، ص153
ومجاهد خالف التفسير ده، وقال إن رمضان اسم من أسماء الله، مش بس مجرد وصف للحر أو الجوع.
الطبري، تفسير الطبري، رقم 2265
وفي الجاهلية، كان اسمه "ناتق" (من الفعل "أنتق" يعني صام).
الزبيدي، تاج العروس، ج20، ص592
ابن منظور، لسان العرب، ص445، باب النون
وبالرغم من كده، ابن منظور لمح إن اسم "رمضان" كان معروف حتى في الجاهلية.
لسان العرب، باب الراء، ص231
==============
طبيعة رمضان في الجاهلية :
العرب قبل الإسلام كانوا بيصوموا زي المسلمين كده: امتناع عن الأكل، الشرب، الجنس، وأحيانًا حتى عن الكلام!
الطبري، تفسير الطبري، 16: 56
الألوسي، روح المعاني، 16 :79
==============
فيه قصة عن امرأة وثنية أبو بكر شافها وكانت صايمة ومش بتتكلم، وده جزء من طقوس الصيام وقتها.
القسطلاني، إرشاد الساري، 6: 175
ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، 4 :315
ابن منظور، لسان العرب، 2: 55
==============
القرآن نفسه أشار لنوع صيام الصمت ده، لما الله قال لمريم :
"فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا" (سورة مريم 26)
كمان كان معروف عن قريش إنهم بيتحنثوا في رمضان في غار حراء، ومنهم النبي نفسه.
المقدسي، البدء والتاريخ، ج4، ص50
==============
تأثير اليهود والمسيحيين على صيام رمضان
عاشوراء والصيام اليهودي :
النبي أول ما وصل المدينة لقى اليهود بيصوموا يوم عاشوراء (العاشر من محرم).
ابن حجر، فتح الباري، رقم 1895
ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج1، ص364
==============
والصابئة كمان كانوا بيحيوا يوم "عاشورية" في ذكرى غرق فرعون، وبيعملوا حزن على اليوم ده.
محمد عمر حمادة، تاريخ الصابئة المندائيين، ص45 و144
==============
النبي قلدهم في البداية وقال: "نحن أحق بموسى منهم"، وبدأ يصوم اليوم ده.
الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص18
سنن أبي داود، رقم 2444
النسائي، رقم 2834
صحيح مسلم، رقم 127
==============
بس بعدين حب يختلف عنهم، وقال يصوم التاسع كمان.
ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث، ج1، ص96
==============
من اليهودية لرمضان :
اليهود كانوا بيصوموا يوم واحد ويخرجوا زكاة، والمُسلمين عملوا نفس الشيء في عاشوراء.
النسائي، السنن الكبرى، رقم 2285 و2842
==============
في التلمود، بداية الصيام بتكون لما الواحد يقدر يفرّق بين الخيط الأبيض والأسود، وده نفس اللي في آية الصيام :
"وكُلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر" (البقرة 187)
المصدر اليهودي : المشنا 1: 2 والتلمود 1: 5
==============
النبي في الأول كان بيحب يوافق أهل الكتاب لو مفيش نهي، خصوصًا لو ده ضد الوثنيين. لكن لما انتشر الإسلام، بدأ يغايرهم.
ابن حجر، فتح الباري، رقم 1895
==============
وفرض رمضان (بدل عاشوراء) حصل في نفس السنة اللي تم فيها تحويل القبلة من القدس للكعبة، وده بيأكد إنه كان بيغيّر اتجاهه من اليهود للوثنيين.
المسعودي، مروج الذهب، ص285
المقدسي، البدء والتاريخ، ج5، ص20
==============
تأثير النصارى على رمضان :
في مصادر بتقول إن النبي كان فاكر إن النصارى بيصوموا رمضان.
البخاري، التاريخ الكبير، رقم 880
ابن الأثير، أسد الغابة، ج1، ص881
و الطبري بيذكر بصحيح العبار ان المسيحين كانوا بيصوموا رمضان في تفسيره للهذه الاية :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)
2720- حدثت عن يحيى بن زياد, عن محمد بن أبان [القرشي]، عن أبي أمية الطنافسي, عن الشعبي أنه قال: لو صُمت السنة كلها لأفطرت اليوم الذي يشك فيه فيقال: من شعبان، ويقال: من رمضان. وذلك أن النصارى فُرض عليهم شهر رَمضان كما فرض علينا فحوَّلوه إلى الفصل. وذلك أنهم كانوا ربما صاموه في القيظ يعدون ثلاثين يومًا. (17) ثم جاء بعدهم قرن فأخذوا بالثقة من أنفسهم، فصاموا قبل الثلاثين يومًا وبعدها يومًا. ثم لم يزل الآخر يُستن سنّة القرن الذي قبله حَتى صارت إلى خمسين. (18) فذلك قوله: " كتبَ عليكم الصيام كما كتبَ عَلى الذين من قَبلكم "، (19)
https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura2-aya183.html
ده طبعا عن جهل كان فاكر صوم القيامة هو صوم رمضان لكن ما علينا
==============
وفيه أقوال بتقول إن المسلمين افتكروا إن المسيحيين بيصوموا رمضان اللي جه في الإنجيل، لكن الصيام المسيحي كان 40 يوم، وبعدين زوّده المسيحيين لعشرة أيام وحركوه من الصيف للربيع.
تاج العروس، ج15، ص296
الفيْروزآبادي، القاموس المحيط، ج2، ص429
القرطبي، تفسير سورة البقرة، ج2، ص125
==============
بحسب رسالة من القديس إيرينيوس (203م)، ماكانش فيه اتفاق على شكل أو مدة صيام الفصح، لحد ما مجمع نيقية (325م) ارخ الأربعين يوم.
جريجوريوس الكبير (بابا روما وقت النبي) كتب لأسقف كانتربري إن الصيام وقتها كان الامتناع عن اللحوم ومشتقاتها، ودي كانت الزام كنسي للي هيصيم..
Eusebius, History of the Church, V, 24
==============
النصارى الشرقيين كمان كانوا بيصوموا بوجبة واحدة في اليوم، ويمتنعوا عن الجنس، زي ما عمل النبي في الأول، لكن بعدين اتسمح بالأكل والجماع بالليل بعد حادثة الصحابي صرمة.
ابن حجر، الإصابة، رقم 4066
وكمان كان فيه تركيز في الصيام المسيحي على العشور، ومحاربة الحسد والطمع، وتحسين الذات.
اكتب رأيك في هذه المقالة