تطور مفهوم الشيطان في الكتاب المقدس

 

تطور مفهوم الشيطان في الكتاب المقدس
بسم الاب و الابن و الروح القدس الاله الواحد .امين.:
#فهم_العقيدة
====================================
تطور مفهوم الشيطان في الكتاب المقدس
====================================
في ناس كتير لما بتقرأ الكتاب المقدس بتلاحظ إن كلمة "شيطان" مش دايما كانت بتشير لكيان شرير اسمه إبليس زي ما هو معروف في العهد الجديد. الكلمة اتطورت في معناها على مدار العهدين، وده مش دليل تناقض، لكن دليل على إن الله كان بيعلن للإنسان الحقيقة بشكل تدريجي، حسب وعيه الروحي والنفسي.
====================================
في المقالة ديه هنقسمها لكذه محور و نشرحه عشان نفهم هذا المصطلح بشكل كويس و هيكون كألاتي :
أصل الكلمة ومعانيها في العهد القديم والجديد
الاستخدامات المختلفة في الكتاب
موقف بطرس و المسيح
إزاي فهمنا ليها اتطور
====================================
كلمة شيطان جاية من الكلمة العبرية (ساطان)
الكلمة العبرية : שָּׂטָן – "ساطان"
Strong’s Dictionary (H7854: œāṭān)
المعنى الحرفي ليها هو : المُعارض،المعثر, الخصم، العدو، الذي يقف ضد"
الكلمة دي مش بالضرورة تشير لشيطان روحي، ممكن تشير لأي حد بيعارض أو بيعترض.
و عندنا امثلة زي كده من العهد القديم زي مثلا قصة بلعام في سفر العدد :
"فَحَمِيَ غَضَبُ اللهِ لأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ، وَوَقَفَ مَلاَكُ الرَّبِّ فِي الطَّرِيقِ لِيُقَاوِمَهُ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى أَتَانِهِ وَغُلاَمَاهُ مَعَهُ."
(عد 22: 22).
كلمة يقاومة جات بلفظ ساطان (שָּׂטָן)
هنا اللي بيقاوم هو ملاك الرب نفسه بس اتوصف بـ"ساطان" لأنه بيعترض طريق بلعام.
يعني الكلمة نفسها مش بتعني شرير أو إبليس، بل شخص بيعترض أو بيقاوم
و بردو اتذكر في اسفار الملوك في قصة سليمان مع الادومي و قصة داود مع الفلسطينين :
"وَسَخِطَ عَلَيْهِ رُؤَسَاءُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَقَالَ لَهُ رُؤَسَاءُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ: «أَرْجعِ الرَّجُلَ فَيَرْجعَ إِلَى مَوْضِعِهِ الَّذِي عَيَّنْتَ لَهُ، وَلاَ يَنْزِلَ مَعَنَا إِلَى الْحَرْبِ، وَلاَ يَكُونَ لَنَا عَدُوًّا فِي الْحَرْبِ. فَبِمَاذَا يُرْضِي هذَا سَيِّدَهُ؟ أَلَيْسَ بِرُؤُوسِ أُولئِكَ الرِّجَالِ؟"
(1 صم 29: 4).
"وَأَقَامَ الرَّبُّ خَصْمًا لِسُلَيْمَانَ: هَدَدَ الأَدُومِيَّ، كَانَ مِنْ نَسْلِ الْمَلِكِ فِي أَدُومَ." (1 مل 11: 14).
و ده بيوضح أن السياق هو الذي يحدد ما إذا كانت كلمة 'ساطان' تشير لمقاوم بشري، أو ملاك، أو للعدو الروحي
====================================
و هنا رموز له في سفر حزقيال و سفر اشعياء انه كأ ساقط او كيان عظيم و جبار ساقط و خسر مجده :
إشعياء 14 :12-15:
"كَيْفَ سَقَطْتَ مِنَ السَّمَاءِ، يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ! كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى ٱلْأَرْضِ، يَا قَاهِرَ ٱلْأُمَمِ! وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى ٱلسَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيَّ فَوْقَ نُجُومِ ٱللَّهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ ٱلِٱجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي ٱلشَّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ ٱلسَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ ٱلْعَلِيِّ. لَكِنَّكَ ٱنْحَدَرْتَ إِلَى ٱلْهَاوِيَةِ، إِلَى أَسَافِلِ ٱلْجُبِّ."
النص في سياقه بيتكلم عن ملك بابل، بس الآباء وبعض التقاليد فسّروه كتشبيه لسقوط الشيطان بسبب كبريائه، لأنه قال أصعد إلى السماء…وأصير مثل العلي
نرجع في النص العبري الأصلي، الكلمة هي :
הֵילֵל בֶּן שָׁחַר
هيليل بن شَحَر
"هيليل" معناها: المتألق – أو اللامع
"بن شَحَر": يعني ابن الفجر (الصبح)
فالكلمة العبرية معناها الحرفي : "كوكب الصبح" أو "زهرة الصبح" وهو كوكب الزهرة (Venus)، اللي بيظهر قبل شروق الشمس
لما القديس جيروم ترجم الكتاب المقدس للاتينية في نسخته الفولجاتا، استخدم ترجمة للكلمة دي:
Lucifer
وهي جايه من:
lux = نور
ferre = يحمل
يعني: حامل النور أو النوراني
فبقت الآية في اللاتيني :
Quomodo cecidisti de caelo, Lucifer, fili aurorae!
يعني: كيف سقطت من السماء، يا لوسيفر، يا ابن الفجر!
ومن ساعتها، اسم "لوسيفر" اتربط في التقليد المسيحي الغربي بالشيطان، خصوصا لما الناس قارنوا بينه وبين سقوط الشيطان من السماء في رؤيا ١٢: ٩.
و التفسير ده اتبناه اباء الكنيسة زي جيروم و اغسطينوس و بقي السائد في التقليد المسيحي في فهم اصل لكبرياء الشيطان و سقوطه.

حزقيال 28 :12-17:
"يَا ٱبْنَ آدَمَ، ٱرْفَعْ مَرْثَاةً عَلَى مَلِكِ صُورَ وَقُلْ لَهُ: هَكَذَا قَالَ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ: أَنْتَ خَاتِمُ ٱلْكَمَالِ، مَلْآنُ حِكْمَةٍ وَكَامِلُ ٱلْجَمَالِ. كُنْتَ فِي عَدْنٍ جَنَّةِ ٱللَّهِ. كُلُّ حَجَرٍ كَرِيمٍ سِتَارَتُكَ، ... أَنْتَ ٱلْكَرُوبُ ٱلْمُنَبِّهُ ٱلْمُظَلِّلُ، وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ ٱللهِ ٱلْمُقَدَّسِ كُنْتَ، بَيْنَ حِجَارَةِ ٱلنَّارِ تَمَشَّيْتَ. كَانَ كَامِلًا فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمِ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ. ... قَدْ تَرَفَّعَ قَلْبُكَ لِجَمَالِكَ، أَفْسَدْتَ حِكْمَتَكَ لأَجْلِ بَهَائِكَ. أَطْرَحُكَ إِلَى ٱلْأَرْضِ، أَجْعَلُكَ أَمَامَ ٱلْمُلُوكِ لِيَنْظُرُوا إِلَيْكَ."
هنا بيتكلم عن ملك صور من السياق، لكن كمان بيوصفه بوصف رمزي قريب من الشيطان في صورته قبل السقوط (الكروب، في عدن، الجمال، الكبرياء).
====================================
نرجع للترتيب الزمني هنا في سفر ايوب و سفر زكريا و سفر طوبيا لفظ ساطان اتحول من وصف للمعارضة او المقاومة في المطلق لاشارة لكيان مستقل كمعارض في محضر الله .
ده بسبب التحول للمفهوم الروحي :
مع مرور الوقت، بدأ يتكون تصور عن الشيطان ككيان روحاني شرير بيعارض الله وبيحاول يضل الإنسان. وده بدأ يظهر أوضح في الأسفار الي ذكرتها في الايات ديه :
سفر أيوب ١ :٦-٧ :
وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ أَيْضًا فِي وَسْطِهِمْ. فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟» فَأَجَابَ ٱلشَّيْطَانُ ٱلرَّبَّ: «مِنْ الْجَوَلَانِ فِي ٱلْأَرْضِ، وَمِنَ ٱلتَّمَشِّي فِيهَا».
هنا الشيطان بيظهر ككيان عنده حرية يدخل وسط أولاد الله ويتكلم مع ربنا ويمتحن أيوب.

"وَأَرَانِي يَهُوشَعَ الْكَاهِنَ الْعَظِيمَ قَائِمًا قُدَّامَ مَلاَكِ الرَّبِّ، وَالشَّيْطَانُ قَائِمٌ عَنْ يَمِينِهِ لِيُقَاوِمَهُ. فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ يَا شَيْطَانُ! لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ الَّذِي اخْتَارَ أُورُشَلِيمَ! أَفَلَيْسَ هذَا شُعْلَةً مُنْتَشَلَةً مِنَ النَّارِ؟»" (زك 3: 1-2).
"فَأَجَابَ طُوبِيَّا وَقَالَ: «إِنِّي سَمِعْتُ أَنَّهُ قَدْ عُقِدَ لَهَا عَلَى سَبْعَةِ أَزْوَاجٍ فَمَاتُوا، وَقَدْ سَمِعْتُ أَيْضًا أَنَّ الشَّيْطَانَ قَتَلَهُمْ."
(طو 6: 14).
"فَذَكَرَ طُوبِيَّا كَلاَمَ الْمَلاَكِ، فَأَخْرَجَ مِنْ كِيسِهِ فِلْذَةً مِنَ الْكَبِدِ، وَأَلْقَاهَا عَلَى الْجَمْرِ الْمُشْتَعِلِ، حِينَئِذٍ قَبَضَ الْمَلاَكُ رَافَائِيلُ عَلَى الشَّيْطَانِ وَأَوْثَقَهُ فِي بَرِّيَّةِ مِصْرَ الْعُلْيَا." (طو 8: 2-3).
هنا يظهر إن فيه تضاد بين ملاك الرب والشيطان، وده بيوضّح الانتقال من المفهوم العام للخصومة لمفهوم روحي شيطاني انه كيان مستقل بشكل مقارب او شبه واضح.
نلاحظ هنا في العبرية أن الكلمة تأتي مع أداة التعريف הַשָּׂטָן (هَسَّاطان)، أي 'الشيطان' أو 'المُعارِض'. هذا يشير إلى أنه لسه مش اسم علم ، بل هو لقب وظيفي أو دور يلعبه هذا الكائن في المجلس الإلهي، وهو دور 'المدعي العام' الذي بيختبر ولاء البشر ده للتنبيه و التوضيح ان بالرغم من ان النص اصبح واضح شوية لكنه كان مازال تعريف وظيفي مش اسم علم كامل.
----------------------------
في نقطة محتاجة تتشرح هنا :
في علماء ومؤرخين بيقولوا إن التطور في فهم شخصية الشيطان ككيان روحي مستقل ممكن يكون اتأثر لحد ما بالفترة اللي عاش فيها شعب إسرائيل في السبي البابلي، واللي فيها احتكوا بالديانة الزرادشتية. الديانة دي كان عندها فكرة واضحة عن صراع بين إله النور (اسمه أهورامزدا) وإله الظلمة (اسمه أهريمان).
بس ده مش معناه إن الكتاب المقدس خد الفكرة دي أو نقلها منهم، لأ، إنما الله استغل الظروف دي والسياق التاريخي ده علشان يوضح لشعبه بشكل أعمق حقيقة الصراع الروحي اللي موجود في العالم، ويمهّد الطريق للإعلان الكامل والواضح عن الموضوع ده في العهد الجديد.
و ده وضحه باحثين كتير زي مثلا الباحث الاسرائيلي المرموق شاؤول شاكيد :
"لا يمكن إنكار أن الاتصال بين اليهود والزرادشتيين في الإمبراطورية الفارسية (القرن ٦-٤ ق.م) ترك أثره على التطور اللاحق للفكر اليهودي حول الشر.
الزرادشتية ترى الصراع بين أهورا مازدا (النور) وأنجرا ماينيو (الظلام) كـثنائية أزلية، بينما اليهودية حافظت على فكرة أن الشيطان مخلوق (وإن كان متمردًا) تحت سيادة الله.
في الفترة البابلية-الفارسية، بدأت الكتابات اليهودية (مثل سفر أخنوخ، وأجزاء من سفر أيوب) تُمَثِّل الشر ككيان مستقل – ليس مجرد تجسيد للشر البشري. هذا تحول من مفهوم 'ساتان' كـوظيفة (الخصم في المحكمة الإلهية) إلى 'ساتان' كـشخصية شريرة.
الزرادشتية لم 'تُخترع' فكرة الشيطان في اليهودية، لكنها قدمت إطارًا دراميًا جعل الصراع الروحي أكثر وضوحًا في الأدب اليهودي المتأخر."
Shaul Shaked, Dualism in Transformation: Varieties of Religion in Sasanian Iran (London: School of Oriental and African Studies, 1994), pp. 82–83.
====================================
لحد هنا شرحنا تطور مفهوم الشيطان في العهد القديم من وصف عام للمعارضة او المقاومة لمحاولة وصفه انه كيان ساقط لانه اصبح في الاسفار المتاخرة لكيان كامل مستقل شيطاني نيجي بقي للعهد الجديد و وصفه للشيطان الي هو اكثر تفصيلا بكتير و وضوح من العهد القديم .
في العهد الجديد، الشيطان مبقاش مجرد 'معارض' في حضرة الله، بل أصبح عدو معلن لله وللبشر، ورئيساً لمملكة الظلمة التي تقف ضد مملكة الله.
الشيطان في العهد الجديد اتوصف باوصاف كتير جدا زي مثلا اشهر وصف و هو ابليس.
في العهد الجديد، كلمة شيطان (باليونانية: Σατανᾶς – ساتاناس) بقت بتستخدم عن كيان شرير بوضوح، بتكون مرادفة لكلمة إبليس (διάβολος – ديابولوس) اللي معناها المُشتكي أو المُفْتَرِي.
زي ما في تجربة المسيح علي الجبل :
"ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ (إِبْلِيسَ). فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ». ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ». ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ."
(مت 4: 1-11).
و بردو نلاحظ انه وصفه بوصف اخر و هو المجرب.
----------------------------
و بردو اتذكرت في رسائل الرسل و البشارات التانية زي :
كذاب وأبو الكذاب، وقاتل للناس :
"أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ (إِبْلِيسُ)، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالًا لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ." (يو 8: 44).
----------------------------
اسد زائر يبتلع المؤمنين :
"اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ." (1 بط 5: 8).
----------------------------
بالصلاة و الخضوع لله ابليس بيهرب من المؤمن :
"فَاخْضَعُوا للهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ." (يع 4: 7).
----------------------------
رئيس هذا العالم :
"اَلآنَ دَيْنُونَةُ هذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هذَا الْعَالَمِ خَارِجًا. وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ». قَالَ هذَا مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَ. فَأَجَابَهُ الْجَمْعُ: «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ النَّامُوسِ أَنَّ الْمَسِيحَ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَفِعَ ابْنُ الإِنْسَانِ؟ مَنْ هُوَ هذَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟»" (يو 12: 31-34).
مملكته روحية و بينشر اتباعه ليضل المؤمنين :
"فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ." (أف 6: 12).
=================
و كمان بيوصف اتباعه بخدام الشيطان و بيقول ان الشيطان من قدراته انه يتحول لشبه ملاك :
"لأَنَّ مِثْلَ هؤُلاَءِ هُمْ رُسُلٌ كَذَبَةٌ، فَعَلَةٌ مَاكِرُونَ، مُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ إِلَى شِبْهِ رُسُلِ الْمَسِيحِ. وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! فَلَيْسَ عَظِيمًا إِنْ كَانَ خُدَّامُهُ أَيْضًا يُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ كَخُدَّامٍ لِلْبِرِّ. الَّذِينَ نِهَايَتُهُمْ تَكُونُ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ." (2 كو 11: 13-15).
=================
و الكتاب وصف وصف ساطان كذه مرة تاني :
"الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ،" (2 تس 2: 9).
=================
الحية القديمة والتنين العظيم.
حتي لما نرجع لسفر التكوين 3 هنلاقي هنا هو اول وصف فعلي و ان كان غير مباشر للشيطان او ابليس لكن اتذكر باسم الحية لانه ظهر كحية الي اغوت ادم و حواء و ده واضح في سفر الرؤيا :
رؤيا 12 :7-9:
"وَحَدَثَتْ حَرْبٌ فِي ٱلسَّمَاءِ: مِيخَائِيلُ وَمَلَائِكَتُهُ حَارَبُوا ٱلتِّنِّينَ. وَحَارَبَ ٱلتِّنِّينُ وَمَلَائِكَتُهُ، وَلَمْ يَقْوَوا، فَلَمْ يُوجَدْ مَكَانُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي ٱلسَّمَاءِ. فَطُرِحَ ٱلتِّنِّينُ ٱلْعَظِيمُ، ٱلْحَيَّةُ ٱلْقَدِيمَةُ، ٱلْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَٱلشَّيْطَانَ، ٱلَّذِي يُضِلُّ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إِلَى ٱلْأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلَائِكَتُهُ."
=================
و لما نشوف كلام المسيح في انجيل لوقا للشيطان بيتكلم و وصفه بالشيطان ساقط ده يفكرنا بالايات الي عرضناها فوق من اسفار اشعياء و حزقيال بانها رموز للشيطان :
"فَقَالَ لَهُمْ: «رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ." (لو 10: 18).
=================
بعد ما عرضنا كل هذا الشرح بخصوص تاريخ تطور لفظ الشيطان (ساطان) .
نيجي لقصة بطرس و المسيح .
المسيح لما كان بيتكلم عن الصلب و القيامة و التعذيب و التسليم بطرس من غيرة و محبة للمسيح قله حاشاك فا المسيح قله ابعد عني يا شيطان :
"مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ. فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلًا: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا!» فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ»." (مت 16: 21-23).
زي ما عرضت معني كلمة شيطان الاصلي الي هو المعارض او المقاوم او المعثر المسيح قال اللفظ ده لبطرس مش عكس الشائع انه بطرس بقي شيطان او الشيطان لبسه و اتكلم بلسنه لا بل طرس كان من أكتر الناس اللي بيحبوا المسيح، وده الموقف ده ما يقللش منه، بالعكس، المسيح كلمه كده بحزم لأنه كان لازم الفكرة دي تتقطع من جذورها.
أي حد – حتى لو بنية طيبة – ممكن يبقى أداة للفكر المعارض لإرادة ربنا، لو مش فاهم قصد الله. وده معناه إننا لازم دايمًا نرجع لروح الله ونطلب الفهم الإلهي مش البشري.
=================
فا معنى كلمة شيطان اتطور من معنى عام للمعارضة أو الخصومة، لمفهوم روحاني عن كائن شرير ملاك ساقط بسبب تكبره و كبريائه و غروره، ثم بقى بيمثل احد الاعداء لخلاص الإنسان. والموقف مع بطرس بيكشف إن الشيطان مش شرط يظهر في صورة شيطانية، ممكن يتكلم أوقات من خلال الأفكار أو الدوافع البشرية اللي ضد خطة الله.
الكتاب المقدس، بوحي من الروح القدس، ما قدمش لينا صورة جاهزة أو نهائية عن الشيطان من أول صفحة. لكن بالتدريج، بدأ يكشفلنا عن حقيقته حتة حتة، زي ما عمل كده برضو في موضوع خطة الخلاص.
في الأول، الموضوع بدأ بكلمة "المقاوِم" أو اللي بيعترض، وبعد كده ظهر بشكل أوضح كشخص بيشتكي على الإنسان قدام ربنا، لحد ما وصلنا في العهد الجديد للصورة الكاملة: "إبليس"، العدو الحقيقي لربنا وللإنسان.
فهم التطور ده مش معناه إن الشيطان مش حقيقي أو إن وجوده مجرد فكرة رمزية، بالعكس، ده بيوضح قد إيه الكتاب المقدس عميق، وإنه بيكلم البشرية على مراحل، على حسب ما يقدروا يستوعبوا، وينوّر قدامهم الطريق واحدة واحدة.
ولما جه المسيح، النور الحقيقي، غلب الشيطان بالكامل، وادّانا إحنا كمان السلطان إننا ندوس على الحيّات والعقارب وكل قوة العدو.
=================
بكده اكون شرحت شرح تفصيلي الموضوع ده
و سلام المسيح مع جميعكم .
#فهم_العقيدة

Siervo De Jehová
بواسطة : Siervo De Jehová
"لكي تجثو باسم يسوع كل رُكْبَةٍ" (في 2: 10)
Comments