دراسة تاريخية لمقدمة انجيل يوحنا 1: 1-18
بسم الاب و الابن و الروح القدس الاله الواحد .امين.:
#فهم_العقيدة
================================
دراسة تاريخية لمقدمة انجيل يوحنا 1: 1-18
الدراسة ديه جزء من سلسلة دراسات تاريخية عن الايات الي بتعتبر ترانيم او نصوص ليتورجيا او صلوات كانت بترنم و يتم التعبد بيها في الكنيسة الاولي بوحي الروح القدس اقتبوسها سواء نصا او بتعديل و تم كتابتها في الكتاب المقدس تحت عنوان :
#ترانيم_الكنيسة_المبكرة_داخل_الوحي _المقدس
لتفنيد المزاعم الغير امينة انه تم اختراع العقائد الاساسية في وقت متاخر.
================================
ايه هو هذا النص الي بنتكلم عنه ؟
ده هو النص في انجيل يوحنا "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ. كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا. هذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ، لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ. لَمْ يَكُنْ هُوَ النُّورَ، بَلْ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ. كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ. كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ. وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا. يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى قِائِلًا: «هذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي». وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعًا أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ. لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا. اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ." (يو 1: 1-18).:
الجزء ده علماء كتير بيقولوا عليه ترنيمة مسيحية قديمة او نص ليتورجي تعبدي او صلاة بيصليها المؤمنين كان بيتقال في العبادات و يوحنا كان بيقتبسها في انجيله، مش بيكتبها لأول مرة لكنه اكيد ضاف عليها حاجات كتير بالروح القدس الي كان بيسنده.
================================
أول حاجة احب اقولها إن مقدمة إنجيل يوحنا بتعتبر من أعمق وأهم النصوص في كل الكتاب المقدس، مش بس عشان جمال اللغة أو الشِعر اللي فيها، لكن لأنها بتحمل إعلان لاهوتي صادم وقوي :
"الله بقى إنسان"
أيوه الكلمة الأزلي الكلمة اللي هو الله اتجسد وسكن بينا.
لكن السؤال اللي بيدور حوالين المقدمة دي هو :
هل يوحنا هو اللي كتبها بإلهام مباشر من الروح القدس ؟
ولا هو اقتبس ترنيمة أو صلاة كانت الكنيسة الأولى بتستخدمها ؟
ولا الاتنين مع بعض ؟
================================
اول حاجة مهم نبدا بيها : الخلفية اللي كتب فيها يوحنا إنجيله
(ليه كتب ؟ كتب لمين ؟ وإيه اللي كان بيحصل وقتها ؟)
الكنيسة كانت كبرت وعدت الجيل الأول
في الوقت اللي كتب فيه يوحنا إنجيله (حوالي سنة 90-100 ميلادي) :
أغلب الرسل السبعين والتلاميذ الاثني عشر كانوا استُشهدوا دبح و قتل و صلب و تعذيب و حرق و رمي للوحوش المفترسة و غيره .
فيه أجيال جديدة من المسيحيين طلعوا، معرفوش المسيح بالجسد، وبيسمعوا عنه من الرسل والبشيرين.
الكنيسة توسعت جدا، بقت موجودة مش بس في اسرائيل، لكن في آسيا الصغرى، وفي روما، والإسكندرية، وأنطاكية
يعني فيه احتياج لإعلان أوضح عن هوية المسيح من منظور لاهوتي أعمق.
و كمان ظهرت بدع خطيرة بتحرف صورة المسيح
أهم البدع اللي كانت منتشرة وقت يوحنا :
الغنوسية (Gnosticism) :
قالت إن العالم المادي شرير.
وإن الله الحقيقي ما ينفعش يتجسد في جسد مادي.
وقالوا إن المسيح مجرد "روح نازل" مش إنسان حقيقي.
====
الدوسيتية (Docetism) :
ادّعت إن المسيح ظهر كأنه عنده جسد، لكن ما كانش جسد حقيقي.
ده خطر على إيمان التجسد والفداء.
====
اليهود الرافضين لألوهية المسيح :
بعض اليهود اللي ما آمنوش بالمسيح بدأوا يحاربوا الإيمان الجديد، ويشككوا في إن يسوع ممكن يكون هو الله.
فكان لازم حد يرد عليهم رد لاهوتي قاطع... مش بس حكي عن المعجزات أو الأمثال، لكن عن هوية المسيح من الأزل.
==========================
الأناجيل التلاتة التانية كانت اتكتبت
مرقس كتب حوالي سنة 60-65م.
متى كتب حوالي 70-80م.
لوقا كتب حوالي 75-85م.
كلهم ركزوا على حياة المسيح الأرضية :
ميلاده (متى، لوقا)
تعليمه ومعجزاته الالهية الي لدرجة في اناجيل تفرد بيها زي مرقس و صلبه و قيامته.
لكن ما حدش بدأ من الأزل وقال :
ان المسيح ازلي و انه الله المتجسد حقا بشكل واضح و قاطع و بدون شكوك. فا يوحنا شاف ان في فراغ لازم يتسد.
==========================
يوحنا كان في أفسس مدينة فلسفية يونانية :
يوحنا كتب إنجيله في أفسس (بحسب الراي الغالب من الباحثين)، ودي مدينة يونانية/رومانية مثقفة جدا :
مليانة فلسفات: أفلاطونية، رواقية، يونانية.
عندهم فكرة "اللوغوس" (Logos) = الكلمة/العقل الإلهي.
الكلمة (Logos) عندهم هو الوسيط بين الله والعالم.
يوحنا استغل الفكرة دي وقالهم :
"اللوغوس اللي بتتكلموا عنه؟ آه، إحنا عارفينه... ده اتجسد وبقى إنسان وسكن بينا. مش مجرد عقل كوني."
يعني هو استخدم لغتهم وفكرهم بس وصلهم للحقيقة الكاملة.
الروح القدس أرشده لكتابة الإنجيل ده يوحنا نفسه كان شيخ كبير جدا في السن يعتبر آخر شاهد عيان للمسيح حي وقتها.
فكان محتاج :
يوضح الأمور اللي الناس فهمتها غلط.
يسجل الحاجات العميقة اللي سمعها من المسيح، واللي محدش غيره نقلها (زي حوار يوحنا 14-17).
يقدم صورة لاهوتية ناضجة عن شخص المسيح.
لكن في شئ لازم اشرحه هنا عن الفرق بين اللوغوس الي امن بيه اليونانين و الفلاسفة و اللوغوس الي شرحولهم يوحنا بفهمهم و فلسفتهم :
"اللوغوس" عند يوحنا، فالموضوع مختلف تمامًا. يعني مثلا، اللوغوس عند فلاسفة اليونان زي أفلاطون أو الرواقيين، أو حتى عند فيلون السكندري، كان مجرد فكرة عقلانية أو مبدأ إلهي وسطي، مش شخص. لكن يوحنا قلب المفهوم ده كله، وبين إن اللوغوس ده شخص حقيقي، إلهي وأزلي، هو الابن، اللي اتجسّد وبقى إنسان من لحم ودم، نقدر نشوفه ونلمسه و انه واحد مع الاله لكن متمايز في الوظيفة.
==========================
في شئ لازم اشرحه بردو و هو الجذور اليهودية لمفهوم الكلمة :
بجانب الخلفية اليونانية، يوحنا كان بيخاطب كمان الذهنية اليهودية. استخدامه لمصطلح "الكلمة" (اللوغوس) له جذور عميقة في العهد القديم.
الصدى لِسفر التكوين : افتتاحية الإنجيل "فِي الْبَدْءِ" هي تكرار مقصود لأول آية في الكتاب المقدس (تكوين 1: 1)، وكأن يوحنا بيقول إن "الكلمة" اللي هو يسوع، مش بس كان موجود وقت الخلق، بل هو أساس قصة الله مع البشر من البداية، وهو اللي بيبدأ "الخليقة الجديدة".
كلمة الله الخالقة : في الفكر اليهودي، كلمة الرب (بالعبرية: דבר يهوه)
هي قوة إلهية خلاقة وفعّالة، مش مجرد كلام. المزامير بتقول: "بِكَلِمَةِ الرَّبِّ صُنِعَتِ السَّمَاوَاتُ" (مز 33: 6). يوحنا بيربط القوة دي مباشرةً بشخص المسيح.
الحكمة المتجسدة: سفر الأمثال (8: 22-31) بيقدم "الحكمة" ككائن أزلي كان مع الله قبل تأسيس العالم. يوحنا بيقدم يسوع على إنه هو "حكمة الله" الحقيقية اللي صارت جسداً.
بكده، يوحنا بيقدم "الكلمة" كإجابة للفلاسفة اليونان، وفي نفس الوقت كتكميل وتحقيق للاهوت العهد القديم.
==========================
هدفه واضح جدا (وهو نفسه قاله) :
"وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ." (يو 20: 31).
يعني هدفه الأساسي كان :
تثبيت الإيمان و الرد على الهرطقات
توضيح إن يسوع مش بس المعلم أو النبي لكنه الله المتجسد من الأزل.
فا العرض ده كله لان اغلب الي شافوا المسيح اتنيحوا او استشهدوا يفسر ليه يوحنا كتب :
لأنه آخر شاهد عيان مباشر للمسيح من التلاميذ الكبار.
وكان شايف جيل جديد داخل الكنيسة، محتاج يسمع الإيمان من اللي شاف ولمس وسمع المسيح (زي ما قال بنفسه بردو في رسالته الاولي) :
"اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ." (1 يو 1: 1).
والكنيسة كلها في الوقت ده كانت شايفاه كمرجع أعلى للإيمان.
==========================
طيب كل ده كان شرح تاريخي لسياق و وضع الفترة الي القديس يوحنا كان بيكتب فيها انجيله نرجع للموضوع الاساسي مقدمة انجيل يوحنا لكن قبل الشرح و العرض لازم اوضح نقطة .
هل العلماء أكدوا فعلا إنها كانت ترنيمة/ليتورجيا ولا مجرد احتمال ؟
الاجابة لا فيش إجماع أكيد، لكن فيه ترجيح قوي جدا ومبني على أدلة لغوية ولاهوتية، مش مجرد ظنون انه جزء مش قليل و ممكن كبير من مقدمة الانجيل كانت منتشرة كصلاة او ترنيمة او من ليتورجيا مابين سنة 50-90 ميلادي و يوحنا اقتبسها و عدلها و ضاف عليها بوحي الروح القدس و حفظه عشان يوصلنا الصورة كاملة لشخص المسيح .
هعرض كلام الباحثين و الدارسين بعدين .
==========================
هل فعلاً المقدمة كانت ترنيمة أو نص ليتورجي ؟
الأدلة اللي بتشاور على إنها كانت ترنيمة أو نص ليتورجي او صلاة بين المؤمنين .
الأسلوب الشعري والإيقاعي :
فيه تكرار واضح زي :
"في البدء كان الكلمة... والكلمة كان عند الله... وكان الكلمة الله."
الجمل قصيرة، والإيقاع موزون، وده شبه الترانيم أو النصوص اللي بتتقال في الصلاة.
فيه صور متقابلة : نور وظلمة، قبول ورفض، تجسد وسكنى.
======
البنية اليونانية :
العلماء لاحظوا إن اللغة الأصلية (اليوناني) فيها توازي واضح في الجمل.
ده أسلوب معروف في الأدب اليوناني الليتورجي أو الشعري، وبيظهر في ترانيم زي
"ترنيمة فيلبي 2 :6-11" و "ترنيمة كولوسي 1: 15-20".
======
المحتوى اللاهوتي المكثف :
النص مركز جدا، وبيقول تعاليم عميقة عن :
أزلية الكلمة و العلاقة بين الكلمة والله و الخلق و التجسد
ده مش أسلوب حكي عادي، ده أشبه بتسبحة إيمانية.
تشابه مع ترانيم تانية في العهد الجديد .
زي ترنيمة فيلبي 2:6-11 دي كانت ترنيمة محفوظة في الكنيسة الأولى، وبولس اقتبسها.
نفس الفكرة بتتكرر في مقدمة يوحنا: إله، صورة الله، تجسد.
وده مش ضد الوحي، لإن يوحنا بوحي الروح القدس يقدر ياخد نص موجود بالفعل، وينقيه ويوجهه ضد البدع.
======
الجمل الاعتراضية :
لاحظ الباحثين إن الآيات 6 لـ 8 وآية 15 اللي بتتكلم عن شهادة يوحنا المعمدان بتقطع النغمة الشعرية أو الترتيل اللي ظاهر في باقي الكلام. فـ باين كده إن كاتب الإنجيل أضاف الآيات دي علشان يربط الترنيمة الكونية اللي بتتكلم عن "الكلمة" (اللوغوس) بالقصة الحقيقية عن يسوع، واللي يوحنا المعمدان شهدله فيها.
==========================
طب هو يوحنا كتبها لأول مرة ؟ ولا أخدها و عدلها ؟
الإجابة الأقرب للدقة : الاتنين مع بعض.
يعني إيه ؟
يوحنا في الغالب اقتبس أو استلهم نص موجود (ترنيمة أو قانون إيمان او نص ليتورجي).
لكنه عدله أو طوره بوحي الروح القدس عشان يرد على بدع خطيرة زي الي عرضتهم فوق.
وبكده، النص النهائي بقى كلمة الله الموحى بيها، وده ما يقللش من إلهامها.
زي بالضبط ما حصل في العهد القديم، لما مزامير داود مثلا كانت صلوات شخصية، لكن دخلت الوحي وأصبحت موحى بها.
==========================
الرسالة اللاهوتية في النص ان لو كان ترنيمة، فده معناها إن الكنيسة الأولى كانت مؤمنة بوضوح إن :
المسيح هو الكلمة الأزلي.
الكلمة كان عند الله، وهو الله.
الكلمة هو اللي خلق كل شيء.
الكلمة صار جسدا وسكن بينا.
إحنا شفنا مجده مجد إلهي.
ده يرد على الغنوصية، واليهود، وكل اللي بينكروا لاهوت المسيح.
يعني لو ده قانون إيمان الكنيسة الأولى، يبقى الإيمان بأزلية وتجسد المسيح مش حاجة جديدة او غير واضحة ، بل كانت لب العقيدة من البداية يوحنا سجلها للرد علي البدع و الهرطقات.
==========================
طيب ايه كلام الباحثين و الدارسين الي درسوا مقدمة الانجيل ؟ :
جوزيف راتزنغر (البابا بندكت السادس عشر) :
"لا شكَّ أن التمهيد مبني على ترنيمة ليتورجية قديمة... لكن الإنجيلي نسجها في إنجيله تحت إرشاد الروح، جاعلاً إياها البوابة لكل السرد."
Jesus of Nazareth: From the Baptism in the Jordan to the Transfiguration (Chapter 3)
================
مارتن هينجل :
"يجب تأريخ ترنيمة يوحنا ١: ١–١٨ قبل سنة ٧٠ م إنها تعكس عبادة مسيحية لاهوتية في أقدم الجماعات المسيحية بآسيا الصغرى."
The Johannine Question (Chapter 2: "The Hymn of the Logos").
================
كريغ كيستر (Craig Keener) :
"حتى الباحثين المحافظين (مثل ف. ف. بروس) يقبلون أن يوحنا ١: ١-١٨ مبني على نشيد كنسي قديم، جرى توسيعه ليربط بين الكلمة الأزليّة وتاريخ يسوع."
The Gospel of John: A Commentary (2003, Vol. 1, p. 343)
================
لاري هورتادو (Larry Hurtado) :
"التمهيد اليوحناوي هو دليل قوي على أن المسيحيين الأوائل (حوالي ٦٠-٨٠ م) كانوا يُسبّحون ليسوع ككائن إلهي في تجمعاتهم، وهذا يُفسّر اندماج النشيد في الإنجيل."
Lord Jesus Christ (2003, p. 366)
================
جيمس دن (James Dunn) :
"يوحنا ١: ١-١٨ يظهر تشابهاً لافتاً مع ترانيم العبادة في الكنيسة الأولى (كولوسي ١: ١٥-٢٠؛ فيلبي ٢: ٦-١١)، مما يشير إلى أصل ليتورجي مشترك."
The Theology of Paul the Apostle (1998, p. 167)
================
دراسة في مجلة New Testament Studies
من مقالة :
Each Person Has a Hymn (NTS 70, 2024, p. 114)
"تحتوي يوحنا ١: ١-٥ على مواد ترنيمية وعلى الأرجح نشيد مسيحاني كامل... البنية اللاهوتية متأثرة بشدة بأسلوب الترانيم المبكرة."
================
موقع "The Flaming Heretic?" العلمي
من مقالة :
The Origin of the Johannine Prologue ((2020
"لا شكّ أن الآيات الافتتاحية لإنجيل يوحنا كانت في الأصل قصيدة أو حتى نشيدًا كان يُرنّم في الكنيسة التي أسسها التلميذ الحبيب."
================
تشارلز هـ. دود (C.H. Dodd) :
"لطالما أُقرّ بوجود صلة بين فكر يوحنا وفيلو. لقد لفت حقيقة أن التمهيد... يساوي بين المسيح واللوغوس الإلهي انتباه اللاهوتيين المسيحيين الأوائل إلى عقيدة اللوغوس عند فيلو."
The Interpretation of the Fourth Gospel (Cambridge University Press, 1953, p. 263)
================
رايموند إي. براون (Raymond E. Brown) :
"التمهيد هو 'نشيد مسيحي مبكر، نشأ على الأرجح في الأوساط اليوحناوية، وتم تعديله ليكون مقدمة لسيرة الكلمة المتجسد في رواية الإنجيل'."
The Gospel according to John (I–XII) (Anchor Yale Bible Commentary, Vol. 29, 1966, p. 22)
==========================
طيب نيجي للرأي الاخر أدلة ضد إنها ترنيمة سابقة او فيها نصوص سابقة :
فيه كمان رأي تاني بيقول إن يوحنا كتبها بنفسه، ومن البداية للنهاية بيعتمدوا بردو علي حجج مش بسيطة .
الأسلوب اليوحناوي باين جدا :
الكلمات "الكلمة"، "نور"، "حق"، "مجده"، "وُلدوا ليس من دم"، دي كلها أفكار يوحناوية.
نفس المفردات بنلاقيها في رسائل يوحنا الأولى.
===========
فيها تطوير منطقي قوي :
البداية من الأزل، ثم الخلق، ثم الإرسال، ثم الترفض، ثم التجسد.
التسلسل ده أقرب لكتابة لاهوتية مدروسة مش مجرد ترنيمة محفوظة.
العهد الجديد مليان بنصوص شعرية/إيقاعية بس كتبها الرسل نفسهم:
وجود صيغة شعرية مش معناها إنها ترنيمة قديمة.
فالموضوع فيه أخد ورد، لكن تقدر تقول الرأي الراجح :
يوحنا كتبها بنفسه، أو على الأقل حرّرها بوحي من الروح القدس، حتى لو كان اقتبس بعض عناصر معروفة في ليتورجية الكنيسة.
===============
طيب لو كانت ترنيمة، ده يزود إيماننا ولا يقلل ؟
بالعكس، ده يعزز الإيمان :
معناها إن الإيمان بلاهوت المسيح وتجسده كان منتشر وسط الشعب مش بس عند الرسل.
يعني الكنيسة الأولى ما كانتش بتشوف المسيح نبي عادي، بل "الله المتجسد".
ولو الناس كانت بترنم الكلام ده في العبادة، يبقى إيمانهم عميق ومستقر من البداية.
================================
في الاخير فيه أدلة لغوية وأدبية ولاهوتية بتشاور إن اجزاء من مقدمة إنجيل يوحنا (يوحنا 1:1-18) ممكن تكون ترنيمة أو قانون إيمان قديم
لكن، بوحي الروح القدس، القديس يوحنا كتبها أو عدلها أو صاغها بشكل جديد عشان يؤكد على الحقائق اللاهوتية العظيمة في وجه الهرطقات اللي ظهرت.
بجانب ان يوحنا كتب الإنجيل مش بس للرد على الهرطقات، لكن كراعٍ شايف شعب محتاج يترسخ في الإيمان. وده واضح جدا لانه قال كده في انجيله :
"وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ." (يو 20: 31).
يعني المقدمة مش بس ضد الغنوسيين بل كمان لتعزية المؤمنين الجدد.
سواء كتبها بالكامل أو اقتبسها، النتيجة واحدة : الوحي المقدس أعلن فيها حقيقة أزلية، إن :
"فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ... وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا."
================================
بكده اكون قدمت شرح تفصيلي عن الموضوع ده
و سلام المسيح مع جميعكم.
#فهم_العقيدة
اكتب رأيك في هذه المقالة