البابا كيرلس الخامس
البابا كيرلس الخامس واحد من أعظم بطاركة الكنيسة القبطية. اتولد في نوفمبر سنة 1824 في قرية صغيرة اسمها تزمنت في بني سويف، وأهله سموه يوحنا. من صغره كان ميّال للصلاة والهدوء وحب الكنيسة بقي شماس و هو 12 سنة. لما كبر شوية راح اتنسك في دير البراموس ، وهناك كان في الدير بيعمل من حرفة النسخ عشان كده اتلقب بيوحنا الناسخ وقتها
سنة 1874، بعد نياحة البابا ديمتريوس التاني، اجتمع الأساقفة والشعب عشان يختاروا بطريرك جديد، ووقع الاختيار على الراهب كيرلس البرموسي، واتسمى البابا كيرلس الخامس، البطريرك رقم 112. وكان عمره وقتها حوالي 50 سنة.
البابا كيرلس الخامس قعد على الكرسي المرقسي 52 سنة كاملة (من 1874 لحد 1927)، وده خلاه أطول واحد جلس على الكرسي في تاريخ الكنيسة القبطية. وخلال السنين دي، حصلت تغييرات ضخمة في مصر والكنيسة، وهو كان دايمًا واقف بحزم يحافظ على الإيمان والكرامة الكنسية.
===============
من أهم أعماله وإنجازاته :
واجه مشاكل كبيرة مع المجلس الملي اللي كان عايز ياخد سلطات الكنيسة، ووقف ضدهم بكل قوة. لدرجة إن الخديوي توفيق نفاه فترة لدير البرموس سنة 1892، لكن الشعب كله وقف معاه ورجعوه لمقره.
اهتم جدًا بالتعليم القبطي، وشجع بناء مدارس قبطية في القاهرة والصعيد والوجه البحري زي ما عمل البابا كيرلس الرابع.
في عهده اتأسست الكلية الإكليريكية الحديثة (مدرسة الكهنة) سنة 1892، ودي كانت خطوة مهمة جدًا لنهضة الكنيسة.
اهتم بالأديرة ورجّع الرهبنة لحالتها الروحية، وجدّد مباني كتيرة في أديرة وادي النطرون.
كان شديد التمسك بالعقيدة الأرثوذكسية، ورفض أي تدخل من الإرساليات الكاثوليكية أو البروتستانتية اللي حاولوا يجذبوا الأقباط.
شخصيته كانت حازمة وقوية جدًا، وده خلاه يدخل في صدام مع ناس كتير، بس في نفس الوقت كان أب حنون للفقراء ودايمًا يساعد المحتاجين ويدعم التعليم.
بجانب ده كانت بتربطه علاقات طيبة بالكنيسة الحبشية لأنها كانت تابعة اداريا للكنيسة القبطية و مطرانهم بيتم رسمه من بطرك الإسكندرية وقتها بعد نياحة الأنبا أثناسيوس مطران الحبشة سنة 1876 طلب النجاش من البابا كيرلس الخامس رسامة مطران تاني ، و كمان طلب بإعادة النظر في التقليد الي كان ببسمح بمطران واحد للحبشة، فا طلب النجاش رسامة مطران وثلاثة أساقفة، فرشم لهم البابا أربعة رهبان جعل، أولهم مطرانا لإثيوبيا والثلاثة اساقفة و ده زود من محبة الاحباش له.
===============
وهنا ييجي دور الأرشيدياكون حبيب جرجس (1876 – 1951).
ده اتولد بعد ما البابا كيرلس بقى بطريرك بسنتين، وكان شاب متعلم وعنده غيرة كبيرة على الكنيسة. البابا كيرلس شاف فيه إنسان أمين ومخلص، فشجعه ووقف معاه.
العلاقة بين البابا كيرلس الخامس وحبيب جرجس كانت مهمة جدا :
البابا كيرلس أسس الكلية الإكليريكية بشكل رسمي، لكن اللي طوّرها وخلّاها منارة حقيقية كان حبيب جرجس اللي بقى مديرها.
حبيب جرجس أسس مدارس الأحد حوالي سنة 1900، ودي كانت بمباركة وتشجيع من البابا كيرلس، عشان الأطفال يتعلموا العقيدة والكتاب المقدس و اتطورت بشكل كبير جدا سنة 1918
البابا كان بيوفر الغطاء الكنسي، وحبيب جرجس كان بينفذ ويدير التعليم.
يعني العلاقة بينهم كانت تكاملية :
البابا هو الراعي اللي حمى الكنيسة والنهضة التعليمية.
حبيب جرجس هو المعلم اللي نفّذ الإصلاح التعليمي وبدأ مدارس الأحد.
واللي اتنين مع بعض أسسوا نهضة تعليمية وروحية لسه ثمارها موجودة لحد النهاردة في مدارس الأحد والإكليريكية اللي بتخرج الكهنة والخدام.
===============
نياحته كانت يوم 7 أغسطس 1927، واندفن في الكاتدرائية القديمة بالأزبكية.
البابا كيرلس الخامس كان أطول بطرك في تاريخ الكنيسة القبطية، وقف بقوة ضد أي محاولة تمس كرامة الكنيسة، واهتم بالتعليم والرهبنة والأديرة.
وحبيب جرجس ظهر في وقته كمعلّم ومصلح كبير، والبطريرك شجعه وسنده. وبفضلهم الاتنين حصلت نهضة عظيمة في التعليم الكنسي، واللي بقت أساس كنيسة النهاردة.
صور لقداسة البابا :
اكتب رأيك في هذه المقالة