دراسة تاريخية لنص 2 تيموثاوس 2: 11-13

 

دراسة تاريخية لنص 2 تيموثاوس 2: 11-13
بسم الاب و الابن و الروح القدس الاله الواحد .امين.:
#فهم_العقيدة
=================================
هل آمن المسيحيون الأوائل بألوهية المسيح ؟
دراسة تاريخية لنص 2 تيموثاوس 2: 11-13
الدراسة ديه جزء من سلسلة دراسات تاريخية عن الايات الي بتعتبر ترانيم او نصوص ليتورجيا كانت بترنم و يتم التعبد بيها في الكنيسة الاولي قبل بداية كتابة العهد الجديد و رسائل بولس و الرسل بوحي الروح القدس اقتبوسها سواء نصا او بتعديل و تم كتابتها في الكتاب المقدس تحت عنوان :
#ترانيم_الكنيسة_المبكرة_داخل_الوحي _المقدس
لتفنيد المزاعم الغير امينة انه تم اختراع العقائد الاساسية في وقت متاخر.
=================================
في البداية ده هو النص الي بنتكلم عنه :
"صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ: أَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَهُ فَسَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضًا مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نُنْكِرُهُ فَهُوَ أَيْضًا سَيُنْكِرُنَا. إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ." (2 تي 2: 11-13).
في دراسات كتير من باحثين كتابيين بيقولوا إن النص ده احتمال كبير يكون كان ترنيمة أو إعلان إيماني (زي قانون إيمان صغير) او نص ليتورجي اتقال في الكنيسة الأولى، وبولس الرسول استخدمه عشان يأكد حقائق إيمانية كانت الكنيسة مؤمنة بيها حتى قبل ما تتكتب الأناجيل.
و الادلة علي الموضوع ده كتير مش قليلة زي مثلا :
الأسلوب الشعري المركب:
النص مكتوب بأسلوب شعري متوازن في توازي واضح بين الجمل و الكلام في صيغة جماعية :
"إن كنا قد متنا معه... فسنحيا أيضًا معه"
"إن كنا نصبر... فسنملك أيضًا معه"
"إن كنا ننكره... فهو أيضًا سينكرنا"
"إن كنا غير أمناء... فهو يبقى أمينًا"
الأسلوب ده معروف في الترانيم القديمة، وكانوا بيستخدموه عشان يسهل الحفظ والترنيم الجماعي.
========================
العبارة الافتتاحية (صادقة هي الكلمة) :
بولس استخدمها أكتر من مرة في رسائله زي :
"صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُولٍ: أَنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ أَوَّلُهُمْ أَنَا."
(1 تي 1: 15).
"صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُولٍ." (1 تي 4: 9).
ودي كانت طريقة في زمانهم للإشارة لنص تقليدي أو معروف بيتداولوه المؤمنين
=========================
محتوى النص نفسه بيشرح عقيدة مستقرة:
مفيهوش شرح أو توضيح، كأنه بيقتبس عقيدة مفهومة ومقبولة عند المؤمنين، وده بيؤكد إنه احتمال كبير جدا يكون اقتباس من ترنيمة محفوظة في الكنيسة المبكرة.
=================================
الترنيمة او النص ده طابعه من جماله بيحمل معاني القيامة سواء قيامة الحياة الاخيرة او قيامة المعمودية اننا بنقوم من الموت و بندفن شخصنا القديم و نقوم بشخص جديد في المسيح .
المعنى الأول : قيامة المعمودية (القيامة الروحية) :
بولس في رسائل تانية شرح المفهوم ده :
"مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ." (كو 2: 12).
"لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ، نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ." (رو 6: 5).
يعني الإنسان لما يتعمد كأنه مات عن حياته القديمة، وقام مع المسيح في حياة جديدة..
===============
المعنى الثاني: القيامة الجسدية في اليوم الأخير :
المؤمن الحقيقي مش بس بيقوم مع المسيح دلوقتي بحياة جديدة، لكن كمان ليه رجاء القيامة الجسدية في اليوم الأخير (راجع يوحنا 6) و (راجع 1 كورنثوس 15)
فالمعنى مزدوج : حياة روحية دلوقتي، وقيامة جسدية مستقبلية.
===============
معاني كل سطر في النص بالتفصيل:
"إن كنا قد متنا معه فسنحيا أيضًا معه"
زي ما قلت فوق : الموت هنا إشارة للموت الروحي في المعمودية وأيضا الاستعداد للشهادة والموت لأجل المسيح.
والحياة هنا معناها :
حياة جديدة (روحية) بالنعمة.
رجاء القيامة في اليوم الأخير
=====
"إن كنا نصبر فسنملك أيضًا معه"
الصبر هنا معناه الثبات في الإيمان وسط التجارب والاضطهادات.
الملك معناها الميراث الأبدي : زي ما المسيح وعد: "من يغلب سأجعله يجلس معي على عرشي" (رؤيا 3: 21)
=====
"إن كنا ننكره فهو أيضًا سينكرنا"
ده تحذير شديد من رفض الإيمان أو الارتداد. بيشبه كلام المسيح :
"من ينكرني قدام الناس، أنكره أنا أيضًا قدام أبي" (متى 10: 33)
=====
"إن كنا غير أمناء فهو يبقى أمينًا، لأنه لا يقدر أن ينكر نفسه"
النقطة دي. معناها إن أمانة الله مش بتتغير حتى لو إحنا خناه.
بس خد بالك : المقصود مش إن ربنا هيخلّص اللي بينكره، لكن إن وعده ثابت سواء في المكافأة أو الدينونة.
=================================
التقاليد المسيحية القديمة بتشير إن الترانيم دي كان لها كذا استخدام :
في المعمودية :
الشخص الجديد كان بيعلن إيمانه بإنه مات مع المسيح، وده كان بيتقال في شكل ترنيمة أو اعتراف إيماني جماعي.
في الاجتماعات الجماعية :
كان بيتقال وسط الصلوات كنوع من تجديد العهد مع المسيح، وكتذكرة للمؤمنين.
في الاضطهادات :
المؤمنين كانوا بيرنموا بيها كتشجيع لبعضهم قبل الشهادة أو الموت على اسم المسيح.
=================================
طيب أهمية ده في اللاهوت المسيحي ؟ :
الايمان بقيامة المسيح مش تأليف متأخر :
لما نشوف ترانيم زي دي موجودة قبل كتابة الأناجيل، بنفهم إن عقيدة القيامة وألوهية المسيح كانت مستقرة من أول لحظة في الكنيسة، مش جات بعدين زي ما بيقول بعض غير الامناء.
الرجاء المسيحي مش بس لآخرة، بل لحياة حقيقية من دلوقتي :
المؤمن مش بس مستني حياة بعد الموت، لكن بيعيش القيامة من دلوقتي في كل قرار وتغيير في حياته.
الترنيمة كأداة لاهوت وتعليم :
زمان مكنش كل الناس بتعرف تقرا، فالترانيم كانت وسيلة يحفظوا بيها العقيدة رسالة تيموثاوس الاولي اتكتب مابين سنة 62-67 ميلادي لكن الترنيمة ديه او الصلاة ديه من المرجح انها ظهرت و المومنين بدوا يستخدموها من قبل بولس بسنين ممكن من بدايات الخمسينات او منتصف الاربعينات من القرن الاول.
بجانب ده مش النص الترانيمي الوحيد الي الي قبل كتابة العهد الجديد بل في ترانيم تانية زي مثلا فيلبي ٢ :٦-١١
كلهم بيثبتوا من أول يوم، الكنيسة كانت بترنم وتؤمن إن يسوع هو الله، مات وقام، وهيملك إلى الأبد.
=================================
طيب ايه اراء الباحثين و الدارسين بخصوص هذا النص ؟ :
إ. هوارد مارشال (I. Howard Marshall) :
"يُعترف على نطاق واسع بأن نص 2 تيموثاوس 2: 11-13 هو اقتباس من ترنيمة أو اعتراف إيمان مسيحي مبكر... فبنيته الإيقاعية والتوازي الصوري تشيران إلى أنه مادة سابقة التكوين أدرجها بولس. يعكس المحتوى كرستولوجيا بدائية، تعود محتملاً إلى العقدين الأولين من الكنيسة."
Marshall, I. H. (1999). The Pastoral Epistles. International Critical Commentary. T&T Clark. p. 743.
============
غوردون في (Gordon D. Fee) :
"تشكل هذه الآيات قولاً أميناً (πιστὸς ὁ λόγος) يحمل كل سمات ترنيمة مسيحية مبكرة... فاللغة الصيغية والكثافة اللاهوتية تدلان على أنها سابقة لرسائل بولس، وكانت تُستخدم كقطعة طقسية في العبادة البدائية."
Fee, G. D. (1988). 1 and 2 Timothy, Titus. New International Biblical Commentary. Hendrickson Publishers. p. 253.
============
لوك تيموثي جونسون (Luke Timothy Johnson) :
القطعة الشعرية في 2 تيموثاوس 2: 11-13 هي تقليد سابق لبولس... فتوازيها المحكم وموضوعاتها الخلاصية تتماشى مع ترانيم الجيل المسيحي الأول، مما يشير إلى تداولها شفهياً قبل استخدام بولس لها
Johnson, L. T. (2001). The First and Second Letters to Timothy. Anchor Yale Bible. Doubleday. p. 388.
============
فيليب تاونر (Philip H. Towner) :
تُظهر صيغة الاعتراف هذه (2 تيم 2: 11-13) خصائص الترانيم المسيحية المبكرة... فتصنيفها كـ'قول أمين' يشير إلى تلقيها كتقليد سلطوي، نشأ على الأرجح في سياقات عبادة العصر الرسولي.
Towner, P. H. (2006). The Letters to Timothy and Titus. New International Commentary on the NT. Eerdmans. p. 506.
============
رايموند براون (Raymond E. Brown) :
"تنتمي 2 تيموثاوس 2: 11-13 إلى مجموعة من الشذرات الترانيمية المبكرة (مثل فيليبي 2: 6-11؛ كولوسي 1: 15-20)فصياغتها تعكس مرحلة من التطور الكرستولوجي معاصرة لبولس ولكنها متجذرة في التقليد الشفهي السابق للإنجيل."
Brown, R. E. (1997). An Introduction to the New Testament. Yale University Press. p. 672.
============
ويليام مونس (William D. Mounce) :
"مصطلح 'القول الأمين' (πιστὸς ὁ λόγος) في 2:11 هو تعبير تقني للتقليد المُستلم يؤكد توازي البنية وإيجازها أنه اقتباس من طقوس بدائية، ربما كانت معمدانية أو افخارستية."
Mounce, W. D. (2000). Pastoral Epistles. Word Biblical Commentary. Thomas Nelson. p. 512.
============
جورج نايت الثالث (George W. Knight III) :
"يعمل المقطع الرباعي الإيقاعي في 2: 11-13 كقطعة اعترافية ثابتة... فاستخدامه لـ'نحن' والتركيز الجماعي يدل على استخدام جماعي في أقدم الكنائس، سابقاً لتأليف الرسائل الرعوية."
Knight, G. W. (1992). The Pastoral Epistles. NIGTC. Eerdmans. p. 408.
============
يواكيم جيرمياس (Joachim Jeremias) :
"نمط الأسطر الستة في 2 تيموثاوس 2: 11-13 يعكس ترانيم سامية-مسيحية مبكرة... فبنيته التقابلية ('إن متنا... فسنحيا') تحفظ الكريغما البدائية، التي استُخدمت على الأرجح في سياقات معمدانية حقبة ما بين. 40-60 م."
Jeremias, J. (1963). The Eucharistic Words of Jesus. SCM Press. p. 149.
============
فيرنر شتنجر (Werner Stenger) :
"يضع التحليل العَروضي 2 تيموثاوس 2: 11-13 بين الـ'أور-هيمن' (الترانيم البدئية) للمسيحية... فأصله السابق لبولس واضح من مفردات خلاصية غير بولسية (مثل συμβασιλεύομεν)."
Stenger, W. (1987). Der Christushymnus in 2 Tim 2,11–13. in: Studien zum Neuen Testament und seiner Umwelt. p. 62.
======================================
النص ده بيعتبر من أقدم وأقوى الشهادات الإيمانية في الكنيسة الأولى، سواء كان ترنيمة أو اعتراف جماعي، لأنه بيعلن في كلمات بسيطة وعميقة جوهر الإيمان المسيحي : الموت مع المسيح، والقيامة معاه، والثبات في الرجاء، وتحذير من الإنكار، مع تأكيد إن أمانة الله لا تتغير. النص ده مش بس بيشرح عقيدة، لكنه كمان دعوة للحياة العملية اليومية مع المسيح، في الصبر، والثبات، والتوبة، والرجاء الأبدي.
============
و بكده اكون قدمت شرح تفصيلي بخصوص الموضوع ده.
و سلام المسيح مع جميعكم.
#فهم_العقيدة

Siervo De Jehová
بواسطة : Siervo De Jehová
"لكي تجثو باسم يسوع كل رُكْبَةٍ" (في 2: 10)
Comments