دراسة تاريخية لترنيمة كولوسي 1: 15-20
بسم الاب و الابن و الروح القدس الاله الواحد .امين.:
#فهم_العقيدة
================================
هل آمن المسيحيون الأوائل بألوهية المسيح ؟
دراسة تاريخية لترنيمة كولوسي 1: 15-20
الدراسة ديه جزء من سلسلة دراسات تاريخية عن الايات الي بتعتبر ترانيم او نصوص ليتورجيا كانت بترنم و يتم التعبد بيها في الكنيسة الاولي قبل بداية كتابة العهد الجديد و رسائل بولس و الرسل بوحي الروح القدس اقتبوسها سواء نصا او بتعديل و تم كتابتها في الكتاب المقدس تحت عنوان :
#ترانيم_الكنيسة_المبكرة_داخل_الوحي _المقدس
لتفنيد المزاعم الغير امينة انه تم اختراع العقائد الاساسية في وقت متاخر.
================================
ايه هي ترنيمة كولوسي الي بنتكلم عنها ؟
دبه هي الترنيمة في رسالة القديس بولس الرسول لاهل كولوسي الاصحاح الاول الاعداد من 15 الي 20 :
"الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ. لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ، وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلًا الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ." (كو 1: 15-20).
الجزء ده علماء كتير بيقولوا عليه ترنيمة مسيحية قديمة او قصيدة نثر شعري كان بيتقال في العبادات و ال وبولس كان بيقتبسها في رسالته، مش بيكتبها لأول مرة.
و ده يعتبر احد ادق الادلة التاريخية علي ان المسيحين من حتي قبل كتابة الرسائل و الاناجيل مومنين بألوهية المسيح و انه الله المتجسد ضد الاتهامات غير الامينة بان تم اختراع او اضافة الوهية المسيح من بعض غير الامناء.
================================
اول حاجة نشوف السياق التاريخي للترنيمة :
رسالة كولوسي اتكتبت حوالي سنة 60-62 ميلادي، في الاغلب من السجن في روما و ان كان في اراء بتقول في قيصرية لكن الغالب انه في سجن في روما، وده قبل اي انجيل اخر يتكتب بما ان تاريخيا رسايل بولس هي الاقدم قبل انجيل متي و مرقس الي شهد بمعجزات المسيح الالهية و حتي قبل ما إنجيل يوحنا يتكتب
(اللي فيه أوضح إعلان عن لاهوت المسيح بما انه كان بيكتب للأمم عن المسيح كأله متجسد).
وده معناه إن العقيدة دي كانت مستقرة في الكنيسة من قبل اي شئ اصلا.
المسيح اتصلب حوالي سنة 30 ميلادي بعدين قام و ظهر للتلاميذ بعدين صعد للسماء.
بولس تقابل مع المسيح بعد كده بسنين قليلة (حوالي سنة 35-36 تقريبا).
بدأ يكتب رسائله في تقريبا أوائل الخمسينات.
رسالة كولوسي من الرسائل المتوسطة في الترتيب الزمني زي معرضت في بداية الستينات.
================================
التحليل الأدبي للترنيمة :
الناس اللي بيدرسوا النقد النصي والأدب في الكتاب المقدس لاحظوا إن الجزء ده (كولوسي 1 :15-20) مختلف عن باقي الرسالة في حاجات كتير .
زي مثلا نبدا بي البنية الشعرية :
الترنيمة بتتقسم لمقطعين :
الأول: عن المسيح وعلاقته بالخليقة (الكون).
التاني: عن المسيح وعلاقته بالكنيسة والخلاص.
كل مقطع فيهم فيه تكرار مقصود (زي هو) و استخدام لنفس التركيب اللغوي، وكأنك بتسمع ترنيمة أو ترتيلة او نثر شعري.
و هنا لازم اشرح شئ مهم بخصوص النثر العادي و النثر الشعري في اليوناني :
الفرق بين النثر الشعري والنثر العادي في اليونانية الكوينية
النثر العادي: لغة مباشرة، جمل بسيطة، زي بقية رسالة بولس.
لكن الجزء بتاع كولوسي 1 :15-20 ليه تنظيم موسيقي داخلي تقسيم إلى شطرين
(strophes) ، تكرار جمل (ana foric repetition) ، وبدا وكأنه ترنيمة أو قصيدة .
علماء زي Dunn, Bruce, Wright
لاحظوا ده وقالوا إن النص مش مجرد رسالة بل أكثر شبهاً بـ"نثر شعري" لأن فيه وزن وإيقاع داخلي ومبني بشكل مؤدلج .
النقاد ذكروا إن التركيب الفني إيقاع، شعرية مختلف تماماً عن باقي الرسالة، والبصمة دي بتخليها أقرب لتقليد ترانيمي.
اللي يستاهل نذكره إن في باحثين كتير بيقولوا إن بولس الرسول، بوحي من الروح القدس، ممكن و ده مجرد تخمين يكون ضاف لمسات خاصة منه على الترنيمة دي، عشان يربطها بمشاكل كنيسة كولوسي وقتها. يعني مثلا، بيعتقدوا إنه هو اللي ضاف حتة زي: 'وهو رأس الجسد: الكنيسة' علشان يأكد إن المسيح هو اللي ليه السلطان على الكنيسة، وكمان ضاف: 'عاملاً الصلح بدم صليبه' علشان يسلّط الضوء على عمل المسيح في الفداء. وده مش معناه إن الترنيمة مش قديمة، لأ بالعكس، ده بيورّي قد إيه الرسل كانوا بيستخدموا ترانيم وإيمان الكنيسة الأولى في تعليمهم
================================
الألفاظ والتعابير :
فيه كلمات مش شائعة عند بولس في الرسائل التانية، زي :
"بكر كل خليقة"
"صورة الله غير المنظور"
"سُرّ أن يحل فيه كل الملء"
الكلمات دي شكلها محفوظة، وممكن تكون مأخوذة من ترنيمة أقدم.
في شئ لازم اشرح بخصوص كلمة بكر كل خليقة عشان محدش يفتكر ان المسيح مخلوق :
المعنى اللغوي لكلمة "بكر" (باليوناني: πρωτότοκος - prototokos)
الكلمة "prototokos" = بروتوتوكوس
هي كلمة يونانية مكوّنة من جزئين:
πρῶτος (protos) = الأول أو الأسبق.
τόκος (tokos) = الولادة أو المولود.
يعني الكلمة حرفيًا معناها "البكر"، أو "أول مولود".
بس في اللغة بتاعة زمان مش دايما معناها إن الشخص ده اتولد فعلا أول واحد من ناحية الزمن، لأ، كتير كانت بتتقال عن المقام والمكانة مش الزمن.
في كولوسي 1:15، بولس الرسول بيقول عن المسيح :
"الذي هو صورة الله غير المنظور، بكر كل خليقة"
طيب، السؤال هنا :
هل بولس بيقول إن المسيح أول مخلوق اتخلق ؟
لأ طبعا. وده غلط بيقع فيه ناس كتير.
ليه؟ تعالى نشوف مع بعض :
"بكر" في الكتاب المقدس = مش دايما معناها أول واحد اتولد
في خروج 4 :22، ربنا بيقول :
"إسرائيل ابني البكر"
مع إن فيه شعوب كتير قبل إسرائيل، بس المقصود هنا إن إسرائيل ليه مكانة مميزة، مش إنه أول شعب.
في مزمور 89 :27 بيتكلم عن داود :
"أجعله بكري، أعلى من ملوك الأرض"
مع إن داود ماكنش أول واحد في عيلته، بس ربنا رفعه وخلاه "بكر" من حيث المقام.
يعني كلمة "بكر" بتستخدم كتير بمعنى "الأعظم، الأهم، صاحب المقام الأول" مش الأول في الزمن.
في الفكر اليهودي زمان، "البكر" كان ليه :
سلطان خاص (كان بياخد نصيب اتنين في الميراث).
مقام مميز.
وحتى لو مش أول واحد اتولد، ممكن الأب يديه لقب "البكر" بمعنى "المختار" (زي ما حصل مع يعقوب بدل عيسو).
فبولس لما قال إن المسيح "بكر كل خليقة"، كان بيقصد :
إن المسيح فوق كل خليقة.
ليه سيادة و سلطان عليها.
هو اللي خلقها (الآية اللي بعد كده بتقول كده حرفيا: "فإنه فيه خُلق الكل").
================================
التناسق الموسيقي :
العلماء زي و غيرهمErnst Lohmeyer و James Dunn
شافوا إن النص ده فيه إيقاع موسيقي داخلي، وده شيء مش معتاد في النثر العادي، لكنه شائع في الترانيم و هستعرض ارائهم في جزء متقدم في الدراسة.
================================
الكنيسة الأولى و عبادة يسوع :
الترنيمة دي واحدة من شواهد كتير على إن الكنيسة ما كانتش بتعتبر يسوع مجرد معلم عظيم أو نبي، لكن كانت بتشوفه على إنه :
خالق : الكل به وله قد خُلق
رأس الكنيسة : هو رأس الجسد، الكنيسة
الإله المتجسد : فيه سُرّ أن يحل كل الملء
صانع السلام : عاملاً الصلح بدم صليبه
ودي كلها أوصاف بتتقال عن الله بس في العهد القديم.
================================
أهمية الترنيمة في الرد على البدع :
في كولوسي كان فيه بدعة غنوصية او بمعني ادق بدعة تشبه الغنوصية الاولية بتقول إن في كائنات روحية وسيطة بين الله والعالم، وإن المسيح واحد منهم.
بولس استخدم الترنيمة دي عشان يقول :
المسيح مش مخلوق
هو "بكر" بمعنى الرئيس او المسئول او الخالق
هو اللي خلق الكل، بما فيهم الكائنات الروحية
فيه كل ملء اللاهوت
وده رد قوي جدا، مش فلسفي، لكن شعري - روحي - مؤثر.
لان لازم نعرف و نفهم ان في سياق كولوسي التاريخي ظهرت نوع من انواع البدع الغنوصية .
مدينة كولوسي كانت صغيرة في آسيا الصغرى، قرب لاوديكيا وهيرابوليس. اتأسست فيها كنيسة من
Gentiles الي هم الاممين
، غالباً أسسها "إفابراس"، وبولس ما كانش راحها بنفسه .
في الكنيسة ظهرت بدعة مزيجة بين اليهودية والديانات الوثنية: فيها عبادة "الملائكة"، فرض وتقاليد يهودية، فلسفات هلنستية، فكرة إن في كائنات روحية وسيطة – دي حاجة شبيهة بالغنوصية، بس لسة في أول مراحلها .
الغنوصية بشكل عام كانت بتقول إن العالم المادي شرير، وإن فيه (كائنات وسيطة) بين الله والناس، وبولس عاوز يؤسس المسيح كـ رب خالق بدون وسيط كائنات روحية.
================================
طيب ايه كلام العلماء و الباحثين في الموضوع ده ؟
جيمس دي. جي. دن (James D. G. Dunn) :
"نحن على الأرجح نتعامل مع ترنيمة أو اعتراف إيماني تقليدي، قام بولس بتكييفه وإعادة إنتاجه كطريقة لتلخيص الأهمية الكونية للمسيح."
Dunn, J. D. G. (1998). The Theology of Paul the Apostle. Grand Rapids: Eerdmans, p. 167.
========
لاري هورتادو (Larry Hurtado) :
"هذا المقطع الشبيه بالترنيمة يعكس مادة طقسية كُوِّنَت واستُخدِمَت في الجماعات المسيحية الأولى (حوالي ٣٠–٥٠م)، وقد أدرجها بولس بوحي إلهي لتأكيد سيادة المسيح."
Hurtado, L. W. (2003). Lord Jesus Christ: Devotion to Jesus in Earliest Christianity. Eerdmans, p. 139.
"يمنحنا هذا النص دليلًا مبكرًا على أن يسوع كان مُدرَجًا بالفعل في الممارسات التعبدية بجانب الله، يتلقى التمجيد والحمد."
Hurtado, L. W. (2003). Lord Jesus Christ: Devotion to Jesus in Earliest Christianity. Grand Rapids: Eerdmans, p. 135.
"يُستشهَد بكلا المقطوعَين مئات المرات في الأدب المسيحي المبكر، لكن لا يُشير أي كاتب صراحةً إلى أيٍّ منهما كـ'ترنيمة'... ومع ذلك، فقد أدّيا وظيفة 'تمجيد المسيح' (Christuslob) في السياق التبشيري لبولس."
Hurtado, L. (2015). "The Hymn in Philippians 2: A Case Study". larryhurtado.wordpress.com.
"فيلبي ٢: ٦-١١ وكولوسي ١: ١٥-٢٠ هما من أكثر التصريحات الكريستولوجية اختزالًا في العهد الجديد، وتحتويان على ميزات تركيبية تميّزهما بسهولة عن النصوص المحيطة."
Hurtado, L. W. (2003). Lord Jesus Christ: Devotion to Jesus in Earliest Christianity. William B. Eerdmans. (p. 119).
في ملحوظة لازم اوضحها هنا :
فيلبي 2: 6-11 تُعتبر ترنيمة مسيح أخرى من نفس الفترة المبكرة بتثبت ان الوهية المسيح من بعد القيامة مباشرة و ده نص الترنيمة الجميلة الي الباحثين بيعتبروها بردة من قبل بولس من نفس فترة ظهور ترنيمة كولوسي بين المسيحين :
"الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا للهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ." (في 2: 6-11).
========
بارت إيرمان (Bart Ehrman) :
"يبدو أن هذه القصيدة (أو الترنيمة) كانت متداولة قبل أن يدرجها بولس في رسالته، مُقدِّمة شهادة على كريستولوجيا سامية مبكرة."
Ehrman, B. D. (2014). How Jesus Became God: The Exaltation of a Jewish Preacher from Galilee. New York: HarperOne, p. 251.
========
بيتر بوكورني (P. Pokorný) :
"الترنيمة ليست غنوصية، بل متجذرة في تقاليد الحكمة اليهودية الهلنستية ولاهوت اللوغوس، مما يعكس سياقًا طقسيًّا سابقًا لبولس."
Pokorný, P. (1991). Colossians: A Commentary. Peabody: Hendrickson, p. 63.
"جوهر الترنيمة نشأ في عبادة الكنيسة الفلسطينية حوالي ٤٠-٥٠م. وقد عدّلها بولس -موحىً له بالروح- لمواجهة بدع ناشئة في كولوسي."
Pokorný, P. (1991). Colossians: A Commentary. Hendrickson, p. 65.
========
إرنست لومير (Ernst Lohmeyer, 1928) :
Es ist wahrscheinlich, dass die frühe Gemeinde bereits Hymnen und Lobgesänge verwendete, bevor Paulus sie in seinen Brief aufnahm
ده من النسخة الالمانية في شهادته عن قدم هذا الجزء من رسالة كولوسي الي معناه :
"من المحتمل أن الكنيسة الأولى كانت تستخدم ترانيم وتسابيح مديح قبل أن يضمِّنها بولس في رسالته."
Lohmeyer, E. (1928). Kyrios Jesus: Eine Untersuchung zu Phil. 2, 5–11. Heidelberg: Winter, p. 6.
"هذه الترنيمة كانت تُرنَّم في الجماعات السورية بالفعل خلال اواخر ثلاثينات القرن الأول. وقد تبناها بولس في كتاباته الموحى بها لتأكيد تعليم الخلق بالمسيح."
Lohmeyer, E. (1928). Kyrios Jesus. Heidelberg, S. 12.
========
إن. تي. رايت (N.T. Wright) :
"ينقسم النص إلى مقطعين استروفيين (عدد ١٥-١٨أ، عدد ١٨-٢٠ب)، يُظهِران بُنية إيقاعية شبيهة بترنيمة رسمية."
Wright, N. T. (1986). "Poetry and Theology in Colossians 1:15–20". New Testament Studies 36, p. 445.
========
فرانكويس فيلهون (Viljoen) :
"من المرجح أن بولس عدَّل ترنيمة موجودة، مضيفًا عناصر جدالية ضد بدعة كولوسي، ورافضًا التفسيرات الغنوصية."
Viljoen, F. P. (2016). "The Colossian Hymn in Context". In die Skriflig 50(1), p. 4.
========
إدسال وستروبرج (Edsall & Strawbridge, 2015) :
"رغم الاقتباس الواسع في الأدب ما قبل النيقوي، لم يُصنِّف أي كاتب آبائي صراحةً كولوسي ١: ١٥-٢٠ كـ'ترنيمة'—رغم أن طابعه كتمجيد مسياني لا يُنازَع فيه."
Edsall, B. & Strawbridge, J. (2015). "The Songs We Used to Sing?" Journal of Theological Studies 66(2), p. 441.
========
إف. إف. بروس (F.F. Bruce) :
"النص هو نثر إيقاعي ذو ترتيب استروفي داخلي، استخدمته الكنيسة الأولى لتأكيد جوهر الكريستولوجيا قبل معالجة البدع."
Bruce, F. F. (1980). "The Christ Hymn of Colossians". Bibliotheca Sacra 137, p. 104.
=======================
الربط بين ترنيمة كولوسي وأمثال 8 (تراث الحكمة) :
الباحثين زي Dunn, Burney, Moule, Davies
لاحظوا إن فيه تشابه كبير بين لغة كولوسي "الاول قبل الخليقة" وفكر الحكمة في أمثال 8 (أمثال الحكمة بتتكلم عن الحكمة اللي كانت مع الله قبل الخليقة) .
و ده النص في الامثال 8 :
"«اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ، مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ، مُنْذُ الْقِدَمِ. مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ، مُنْذُ الْبَدْءِ، مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ. إِذْ لَمْ يَكُنْ غَمْرٌ أُبْدِئْتُ. إِذْ لَمْ تَكُنْ يَنَابِيعُ كَثِيرَةُ الْمِيَاهِ. مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقَرَّرَتِ الْجِبَالُ، قَبْلَ التِّلاَلِ أُبْدِئْتُ. إِذْ لَمْ يَكُنْ قَدْ صَنَعَ الأَرْضَ بَعْدُ وَلاَ الْبَرَارِيَّ وَلاَ أَوَّلَ أَعْفَارِ الْمَسْكُونَةِ. لَمَّا ثَبَّتَ السَّمَاوَاتِ كُنْتُ هُنَاكَ أَنَا. لَمَّا رَسَمَ دَائِرَةً عَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ. لَمَّا أَثْبَتَ السُّحُبَ مِنْ فَوْقُ. لَمَّا تَشَدَّدَتْ يَنَابِيعُ الْغَمْرِ. لَمَّا وَضَعَ لِلْبَحْرِ حَدَّهُ فَلاَ تَتَعَدَّى الْمِيَاهُ تُخْمَهُ، لَمَّا رَسَمَ أُسُسَ الأَرْضِ، كُنْتُ عِنْدَهُ صَانِعًا، وَكُنْتُ كُلَّ يَوْمٍ لَذَّتَهُ، فَرِحَةً دَائِمًا قُدَّامَهُ. فَرِحَةً فِي مَسْكُونَةِ أَرْضِهِ، وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ." (أم 8: 22-31).
في أمثال 8 :22-31، الحكمة "مولودة" قبل الخليقة، مشاركة في صنع الكون وكلمة “مولودة” الباحثيت بيقولوا هنا قابلة للتشبيه لكلمة "firstborn"، لكن بلمسة رمزية.
الترنيمة بتاعة كولوسي بتصور المسيح كـلوغوس/حكمة إلهية قبل الخليقة، وبالتالي هي استمرارية للتقليد اليهودي الحكمي الأقدم، لكن في شكل مسيحي مؤله.
و هنا الباحثين الي اكدوا انها مماثل جدا للايات في سفر الامثال زي جيمس دين الي عرضت اقتباسه فوق و ان اليهود الي زي بولس فهموا المسيح انه هو الحكمة الي خلق العالم المساوي لله لان الحكمة و الله واحد في الجوهر اتنين في الاقنومية :
"الموازنات مع أمثال ٨: ٢٢-٣١ لا لبس فيها، فهي تُصوِّر المسيح كتجسيد للحكمة الإلهية في الفكر اليهودي الهيليني."
Dunn, J. D. G. (1996). Colossians and Philemon. Grand Rapids: Eerdmans, p. 88.
================================
بعد ده كله مل هذا الشرح و الاثباتات نيجي لنقطة مهمة جدا و هو التراث اليهودي وجرأة الترنيمة :
الترانيم دي اتكتبت فعلا سنة 40 أو 50 ميلادي زي ما عرضنا الادلة ، ده معناه إن المسيحيين اليهود اللي آمنوا بيسوع وصلوا بسرعة جدا لفكرة إنه الله نفسه :
وده شيء عجيب، لأن يهود العهد القديم كانوا بيخافوا حتى ينطقوا اسم الله، ورفضوا عبادة أي كائن مخلوق.
إزاي بقى اليهود دول يغنوا ليسوع كلمات بتتقال ليهوه ؟
إلا لو كانوا متأكدين إن يسوع ده هو الله المتجسد فعلا.
فيه ناس بتقول إن الكلام ده مبالغ فيه، وإن الكنيسة ما آمنتش بألوهية يسوع غير بعد سنين طويلة.
لكن الرد واضح :
عندك ترنيمة عمرها أقل من 30 سنة بعد الصليب، بتقول إن يسوع هو خالق الكون
والترنيمة دي كانت بتتقال في الصلاة والعبادة.
ومكتوبة قبل الأناجيل نفسها
يبقى صعب جدا نقول إن دي عقيدة اتطورت بعدين.
================================
بكده اكون قدمت شرح تفصيلي عن الموضوع ده
و سلام المسيح مع جميعكم.
#فهم_العقيدة
اكتب رأيك في هذه المقالة