دراسة تاريخية لترنيمة فيلبي 2: 6-11

 

دراسة تاريخية لترنيمة فيلبي 2: 6-11

بسم الاب و الابن و الروح القدس الاله الواحد .امين.:
#فهم_العقيدة
================================
هل آمن المسيحيون الأوائل بألوهية المسيح ؟
دراسة تاريخية لترنيمة فيلبي 2: 6-11
الدراسة ديه هتكون بداية لسلسلة دراسات تاريخية تانية عن الايات الي بتعتبر ترانيم او نصوص ليتورجيا كانت بترنم و يتم التعبد بيها في الكنيسة الاولي قبل بداية كتابة العهد الجديد و رسائل بولس و الرسل بوحي الروح القدس اقتبوسها سواء نصا او بتعديل و تم كتابتها في الكتاب المقدس تحت عنوان :
#ترانيم_الكنيسة_المبكرة_داخل_الوحي _المقدس
لتفنيد المزاعم الغير امينة انه تم اختراع العقائد الاساسية في وقت متاخر.
================================
ايه هي ترنيمة فيلبي الي بنتكلم عنها ؟
دبه هي الترنيمة في رسالة القديس بولس الرسول لاهل فيلبي الاصحاح التاني الاعداد من 6 الي 11 :
"الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا للهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ." (في 2: 6-11).
الجزء ده علماء كتير بيقولوا عليه ترنيمة مسيحية قديمة وبولس كان بيقتبسها في رسالته، مش بيكتبها لأول مرة.
و ده يعتبر من ادق الادلة التاريخية علي ان المسيحين من حتي قبل كتابة الرسائل و الاناجيل مومنين بألوهية المسيح و انه الله المتجسد ضد الاتهامات غير الامينة بان تم اختراع او اضافة الوهية المسيح من بعض غير الامناء.
================================
هل فعلا الترنيمة دي كانت موجودة قبل بولس ؟
أيوه، في أدلة قوية بتقول كده، وهنشرحها واحدة واحدة بعدين هنسعرض اراء الباحثين و الدارسين في الموضوع ده.
اول شئ و هو الاسلوب و اللغة :
الجزء ده في الرسالة مختلف في اللغة والأسلوب عن بقية الرسالة كلها. يعني تلاقي بولس في الرسالة بيكتب بطريقة معينة، فجأة يدخل بأسلوب شعري، ومرتب، وفيه تكرارات موزونة، وعبارات شبه محفوظة.
زي ما تقول كده إنه دخل بترنيمة محفوظة، زي ما بنلاقي في الترانيم أو الأناشيد.
العلماء لاحظوا إن الكلمات الأصلية باليوناني ليها إيقاع شعري، وكأنها كانت بتتقال أو تترنم في الكنيسة الأولى.
================================
البنية الشعرية :
الترنيمة دي متقسمة شبه مقطوعتين :
أول جزء : بيتكلم عن اتضاع المسيح (من صورة الله لصورة عبد).
تاني جزء : بيتكلم عن تمجيد المسيح (الله رفعه، كل ركبة تجثو ليه، اسمه فوق كل اسم)
والتقسيم ده كان منتشر في ترانيم المسيحيين الأوائل
في النصوص القديمة ماكنتش زي الشعر الحديث لكن كان ليها ميزات بلاغية معينة (زي التوازن الصوتي والتكرار) عشان كده النص ده مميز و شد باحثين كتير من دارسي نصوص العهد الجديد خاصتا رسائل بولس لان رسالة بولس كانت قريبة جدا للنثر جت عند هذه الترنيمة و الاسلوب اتغير اتحول من نثر لشعر فا الباحثين قالوا ان ده شعر بسبب ان الوزن و التكرار والايقاع الموسيقي واضح.
الكلمات اللاهوتية متكررة بأسلوب محفوظ (زي "صورة الله"، "أخلى نفسه"، "رفعه الله"، "كل ركبة تجثو").
يعني الجزء ده شكله شعر ديني يوناني بلغة الكنيسة الأولى، كان بيتقال في العبادة.
طيب ليه مهم نعرف إنه شعر ؟
عشان ده بيثبت حاجتين :
إن بولس مش بيخترع الكلام ده، ده بيقتبس حاجة الكنيسة أصلا كانت بتقولها.
الشعر بيتحفظ بسهولة، وده معناه إن الإيمان بألوهية المسيح كان بيتقال من بدري جدا، حتى قبل كتابة الأناجيل.
يعني نشوف مثلا من الاشعار اليونانية القديمة زي :
في أشعار هوميروس زي الإلياذة والأوديسة،
فيه وزن اسمه dactylic hexameter
، وده شكل من الأوزان الشعرية المنتظمة.
وبالمثل، في الأدب الديني المسيحي المبكر، زي ترنيمة فيلبي، بنلاقي أسلوب شعري واضح :
التكرار (كل ركبة. كل لسان)
التقابل (أخلى نفسه رفعه الله)
الخاتمة المهيبة (يسوع المسيح هو رب)
================================
الألفاظ اللاهوتية العميقة
الكلمات اللي اتقالت هنا كانت قوية جدا في وصف طبيعة المسيح :
في صورة الله الكلمة دي
(morphē theou)
معناها إنه ليه نفس الجوهر الإلهي، مش مجرد شبه الله
أخلى نفسه : هنا بولس بيتكلم عن سر التجسد، إن المسيح الإله نزل ولبس الطبيعة البشرية
أعطاه اسم فوق كل اسم : يعني إن اسم "يسوع" بقى له سلطان سماوي وأرضي.
كل ده بيدل إن المفاهيم دي كانت راسخة في الإيمان المسيحي الأول، مش ظهرت بعدين او من اختراع بولس زي ما بيقول بعض غير الامناء.
في شئ لازم توضيحه :
عبارة أخلى نفسه في ترنيمة فيلبي ، واللي هي في الأصل اليوناني:
"ἑαυτὸν ἐκένωσεν" = heauton ekenōsen
واللي معناها الحرفي: "أفرغ نفسه" أو "أخلى نفسه".
يعني إيه أخلى نفسه هل المسيح فقد ألوهيته ؟
لأ طبعا.
المسيح ما فقدش ألوهيته لحظة واحدة، ولا تخلى عنها. لكن اللي حصل هو الآتي .
أخفى مجده الإلهي :
المسيح قبل ما يتجسد، كان في صورة الله ومجده الإلهي ظاهر بالكامل.
لما اتجسد، ما فقدش صفاته الإلهية (زي القدرة على كل شيء، العلم الكامل، الوجود في كل مكان.).
لكنه أخفى مظاهر المجد دي طوعا، علشان يقدر يعيش وسط البشر، ويتألم، ويتصلب، ويفدينا.
زي ملك عظيم، قرر يلبس لبس ناس بسيطة ويمشي وسطهم، مش علشان هو بطل ملك، لكن علشان يوصل لهم ويحس بيهم. هو لسه ملك، بس مجده متغطي مؤقتًا.
================================
طب ليه بولس استخدمها هنا ؟
بولس كان بيكتب لأهل فيلبي عشان يشجعهم على التواضع والمحبة، فجاب أعلى مثال في التواضع : المسيح نفسه.
فقالهم: شوفوا المسيح، كان في صورة الله، لكنه تواضع وخد شكل عبد، ومات موت مذل (موت الصليب)، ومع كده الله رفعه.
هو مش بيعلّم لاهوت جديد، هو بيذكرهم بحاجة هما أصلا عارفينها وبيسبحوا بيها.
بجانب في الفترة ديه أن أهل فيلبي كانوا يعيشون في مستعمرة رومانية، حيث كان لقب 'الرب' يُستخدم كتير للإشارة لقيصر. فبولس هنا يقدم لهم 'الرب'
(Kyrios / Κύριος)
الحقيقي، يسوع المسيح، الي لم يتسلط بقوة، بل بتواضع ومحبة حتى الموت
================================
إيه أهمية ده في الدفاع عن ألوهية المسيح ؟
اللي بيحصل هنا مهم جدا لأي حد بيشكك في ألوهية المسيح. ليه ؟
لأن الترنيمة دي بحسب بنية الترنيمة نفسها و بحسب اراء الباحثين انها قبل بولس يبقى ده معناه :
إن الإيمان بألوهية المسيح مش اختراع متأخر.
إن الكنيسة من بدايتها، قبل ما تتكتب الأناجيل حتى، كانت بتعبد المسيح كإله.
إن فكرة التجسد والتواضع والموت والصعود مش تطورات لاهوتية حصلت بعدين، لأ، ده كان من البداية.
وده بيرد على ناس كتير زي اللي بيقولوا إن الأناجيل خلت المسيح إله بعد موته، أو إن بولس اخترع العقيدة دي. لأ، ده بولس نفسه بينقل ترنيمة متداولة في الكنيسة.
================================
الترتيب الزمني بيقول إيه ؟
رسالة فيلبي اتكتبت حوالي مابين سنة 60 لسنة 62 ميلادية
واللي بيقولوا إن الترنيمة دي كانت متداولة قبلها، يبقى إحنا بنتكلم عن سنين قليلة جدا بعد صعود المسيح.
وده قبل ما يتكتب اي انجيل زي انجيل مرقس الي عرض معجزات المسيح الالهية بشكل بارز و يعتبر اقدم الاناجيل المكتوبة و كمان قبل كتابة انجيل يوحنا بسنين كتير (اللي فيه أوضح إعلان عن لاهوت المسيح و ده طبيعي لأنه الكاتب الي رسالته اهتمت بابراز الوهية المسيح للأمم).
يعني الكنيسة كانت مؤمنة إن المسيح هو الرب والإله المتجسد قبل ما يتكتب أي إنجيل.
================================
طيب ايه كلام العلماء و الباحثين في الموضوع ده ؟ :
James D.G. Dunn :
"جوهر الترنيمة يعود على الأرجح إلى أربعينيات الميلاد، ويعكس معتقدات المسيحيين الأوائل."
Dunn, J. D. G. (1989). Christology in the Making (2nd ed.). SCM Press. (p. 114).
================================
نيكولاس رايت (N.T. Wright) :
"هذه الترنيمة كانت مستخدمة قبل رسالة بولس (حوالي ٦٠م)، وربما تعود إلى ثلاثينيات أو أربعينيات الميلاد."
Wright, N. T. (1991). The Climax of the Covenant: Christ and the Law in Pauline Theology. T&T Clark. (p. 83).
================================
David Capes :
"منح الألقاب الإلهية ليسوع حدث مباشرة بعد القيامة، مما يضع انتشار الترنيمة في أقدم السياقات (ثلاثينيات-أربعينيات الميلاد)."
Capes, D. B. (2018). The Divine Christ: Paul, the Lord Jesus, and the Scriptures of Israel. Baker Academic. (p. 87).
================================
Ralph P. Martin :
«التدقيق في أبياتها يثير أسئلة مهمة
"التدقيق في أبياتها يثير أسئلة مهمة... حول احتمال أن تكشف الشعريّة في الآيات ٦-١١ عن شكل ترنيمة مسيحية مبكرة."
Martin, R. P. (1983). *Carmen Christi: Philippians 2:5-11 in Recent Interpretation and in the Setting of Early Christian Worship* (Rev. ed.). Eerdmans. (p. 24).
===============
بارت ايرمان :
"في الإصحاح ٢، يقتبس بولس ترنيمة مسيحية مبكرة تشرح أنه رغم أن يسوع كان كائنًا إلهيًا سابق الوجود، فإن تمجيده إلى مساواة مع الله وقع فقط بعد تجسده، موته، وقيامته."
Ehrman, B. D. (2014). How Jesus Became God: The Exaltation of a Jewish Preacher from Galilee. HarperOne. (p. 230).
===============
Paul A. Holloway :
«كثير من العلماء يعتقدون أن بولس في فيلبي 2 :6 11 يقتبس ترنيمة مسيحية مبكرة تصف تجسّد المسيح وتمجّده اللاحق [كلورد].»
Holloway, P. A. (2017). Philippians: A Commentary. Hermeneia Series. Fortress Press. (p. 110).
===============
Larry Hurtado :
"فيلبي ٢: ٦-١١ وكولوسي ١: ١٥-٢٠ هما من أكثر التصريحات الكريستولوجية اختزالًا في العهد الجديد، وتحتويان على ميزات تركيبية تميّزهما بسهولة عن النصوص المحيطة."
Michael Wade Martin & Bryan A. Nash :
«هما يجادلان بوجود عناصر جوهرية في فيلبي 2: 6 11
تتماشى مع ترانيم موصوفة في أدلة البلاغة القديمة.»
Hurtado, L. W. (2003). Lord Jesus Christ: Devotion to Jesus in Earliest Christianity. William B. Eerdmans. (p. 119).
في ملحوظة لازم اوضحها هنا :
كولوسي ١: ١٥-٢٠ تُعتبر ترنيمة مسيح أخرى من نفس الفترة المبكرة بتثبت ان الوهية المسيح من بعد القيامة مباشرة و ده نص الترنيمة الجميلة الي الباحثين بيعتبروها بردة من قبل بولس من نفس فترة ظهور ترنيمة فيلبي بين المسيحين :
"الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ. لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ، وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلًا الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ." (كو 1: 15-20).
(Dunn, The Epistles to the Colossians and to Philemon, 1996).
===============
Gordon D. Fee :
"النقطة الوحيدة التي يوجد حولها إجماع عام هي أنها كانت في الأصل ترنيمة؛ في الواقع أصبح مصطلح 'ترنيمة المسيح' مصطلحًا نصف تقني في علماءنا للإشارة إلى هذا المقطع تحديدًا."
Fee, G. D. (1995). Paul’s Letter to the Philippians. NICNT. Eerdmans. (p. 191).
===============
الباحثان :
F. F. Bruce و Moises Silva :
«في تعليق سيلفا الأخير، يجادل بأن النص هو ترنيمة بكل وضوح كما تظهر في الطبعة النقدية NA26.»
Bruce, F. F. (1989). Philippians. NIBC. Hendrickson;
Silva, M. (2005). Philippians (2nd ed.). BECNT. Baker Academic. (p. 105).
الطبعة النقدية (NA26) :
هي Nestle-Aland Novum Testamentum Graece (الطبعة 26)،
التي تُظهر النص في فيلبي ٢: ٦-١١ كقطعة شعرية (متراصة ببنط صغير) (ده للتوضيح)
===============
Ernst Lohmeyer :
هو من اوائل الناس الي عرضوا ادلة علي الموضوع ده من دراسة نصوص العهد الجديد و من مع ابحاث معمقة اخري انتشر هذا الموضوع في مجال دراسة نصوص الكتاب المقدس قال :
"هذا المقطع هو وحدة طقسية مسيحية مبكرة مستقلة بذاتها، تسبق بولس وتُظهر أعلى كريستولوجيا في الكنيسة البدائية."
Lohmeyer, E. (1928). Kyrios Jesus: Eine Untersuchung zu Phil. 2,5–11. Carl Winter Universitنtsverlag. (p. 43).
================================
حتي مقارنة الترنيمة بنصوص تانية هنلاقيها متطابقة جدا مع نصوص في سفر اشعياء زي :
"بِذَاتِي أَقْسَمْتُ، خَرَجَ مِنْ فَمِي الصِّدْقُ كَلِمَةٌ لاَ تَرْجعُ: إِنَّهُ لِي تَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ، يَحْلِفُ كُلُّ لِسَانٍ." (إش 45: 23).
و في اشعياء 53 من اكتر الاصحاحات الي بيصف تفصيلا صلب المسيح :
3 مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ.
4 لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولًا.
5 وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا.
6 كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا.
7 ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.
8 مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟
9 وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ.
الايات ديه هي تعبير حرفي لترنيمة فيلبي.
================================
فا ترنيمة فيلبي 2 كانت ترنيمة قديمة محفوظة في الكنيسة قبل ما بولس يكتبها، وإن بولس اقتبسها ليأكد بيها إن الكنيسة الأولى كانت مؤمنة إن المسيح هو الله المتجسد، وإنه يستحق العبادة، وإن ده مش اختراع متأخر ولا إضافة بولسية ولا إنجيل يوحنا بس اللي قال كده.
الترنيمة دي واحدة من أقوى الأدلة على إن الإيمان بألوهية المسيح كان موجود من أول يوم بعد قيامته، وده بيأكد إن يسوع مش نبي بس ولا رسول، لكن هو الله الظاهر في الجسد.
================================
طب لو الترنيمة دي حديثة وكتبها بولس ؟ برضو نفس المعنى ؟
حتى لو افترضنا من باب الافتراض بولس هو اللي كتبها لاول مرة، فهي برضو دليل قوي على لاهوت المسيح :
بولس كان يهودي متعصب، ومش ممكن يخترع فكرة عبادة بشر.
هو نفسه اتقلب فجأة وبقى بيعبد يسوع، فده معناه إنه شاف حاجة عظيمة (الظهور الإلهي على طريق دمشق).
بولس كتبها و وصف المسيح بمواصفات يهوه زي معرضنا الايات فوق يعني هو امن ان يهوه هو المسيح المتجسد.
فحتى لو كتبها، كتبها تحت وحي الروح القدس، وهي برضو إعلان إيماني مبكر جدا في المسيحية.
================================
ترنيمة فيلبي مش بس نص شعري. لكنها إعلان سماوي من قلب الكنيسة الأولى بيأكد إن يسوع هو الله الظاهر في الجسد، والمعبود من البداية نفس الكلام ينطبق علي ترنيمة كولوسي زي ما عرضتها انهم من قبل بولس منتشرين و بيرنمها المسيحين و الروح القدس الهم بولس بكتابتها في الكتاب المقدس.
المسيحيون الأوائل كانوا بيموتوا تحت التعذيب وهم بيسبحوا للمسيح
كإله. محدش بيموت لأجل اختراع يعرف إنه كدب. الاستشهاد ده
بيأكد إن إيمانهم بألوهية المسيح كان حقيقي ومبني على اختبار و شهادة حية.
================================
بكده اكون قدمت شرح تفصيلي عن الموضوع ده
و سلام المسيح مع جميعكم.
#فهم_العقيدة

Siervo De Jehová
بواسطة : Siervo De Jehová
"لكي تجثو باسم يسوع كل رُكْبَةٍ" (في 2: 10)
Comments