ايه الفرق بين مصطلحي (الحلال و الحرام) و (يليق و لا يليق) و ما الافضل في الايمان المسيحي ؟
احنا عندنا فكرة يوافق أو لا يوافق او يليق و لا يليق ماعندناش حلال وحرام ، وفكرة لا يوافق دي مش اقل ، بالعكس دي أعلى و اقوي.
الكتاب المقدس بيقول :
"وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ." (2 كو 3: 18).
"مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي." (غل 2: 20).
"لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ»." (1 بط 1: 16).
"إِنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ فَتَتَقَدَّسُونَ وَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ، لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ. وَلاَ تُنَجِّسُوا أَنْفُسَكُمْ بِدَبِيبٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ." (لا 11: 44).
الصورة اللي بيرسمها الكتاب المقدس للمسيحي الحقيقي مش شخص يطيع وصايا الله لأنه يعبده، لكن شخص قلبه حسب قلب الله لأنه يحبه، ومن هنا الطاعة تيجي وييجي ان كذا اعمله وكذا ماعملهوش.
الحلال و الحرام اجزم انها فكرة دخيلة مش عندنا او من المسيحية اصلهم ان في حاجات اتقاللك انها غلط، وفي حاجات اتقاللك انها صح، انت بتلتزم لأنك مطيع أولا، لأن جالك الامر فبتنفذ، وبالتالي واحدة تلغي واحدة، يعني لو عملت حاجة حلوة دي تعوض عن حاجة وحشة، والعكس، وأبديتك معتمدة على أنهي واحدة أعلى عندك.
لكن عندنا في المسيحية الأمر مختلف، انت يا اما مع الله يا اما مش معاه مفيش غلطة كبيرة و غلطة صغيرة و مفيش تعويض الحاجة الوحشة بحاجة حلوة ، ممكن تكون معاه وتغلط، والكتاب بيقول :
"لأَنَّ الصِّدِّيقَ يَسْقُطُ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَيَقُومُ، أَمَّا الأَشْرَارُ فَيَعْثُرُونَ بِالشَّرِّ." (أم 24: 16).
، فكونك تغلط ده مش معناه انك مش مع الله، لان وجود الانسان مع الله ده اتجاه قلب الانسان نفسه.
طب نوصل من ده لإيه نوصل لإن السلوك ده يا اما يوافق صورة وقلب الله يا إما لا يوافقها، يا إما يليق بيه يا إما لا يليق، وده يظهر خطورة الحاجات اللي لا تليق ولا توافق ولا تبني، دي أخطر من الحرام، لأن القصة بقت ان الشخص وهو المفروض يكون صورة الله، يكون بيوسخ نفسه بيها بالحاجات اللي لا تليق، ودي أسوأ وأسوأ من ان يكون هو بس عمل عكس المطلوب منه لان الحرام ده شئ مش بتعمله طاعة عن خوف من العقاب و ده مش في المسيحية لكن الي لا يليق و لا يوافق بتعمله طاعة عن محبة لربنا فا بتثبت هذا الحب بانك متعملش الحاجات التي لا تليق زي السرقة الشهوة القتل و غيره.
و هنتكلم بالشعبي شوية معنى لا يوافق ولا يليق، مش معناه حاجات زي مينفعش او انها حاجة "مش كويسة" ، ده مش المعنى بتاعها بل هي شاملة اكبر من ده بكتييير لكل شئ ضد ارادة ربنا زي الي فوق
فآه ماعندناش حلال وحرام، لأن عندنا هي مش قصة بس عبد وسيد، هي بالأولى أب وإبن لان الكتاب نفسه وصفنا اننا اولاد ربنا و صورته فا لازم نبقي صورته :
"فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ." (تك 1: 27).
"اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ." (1 يو 3: 1).
"وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ." (يو 1: 12).
، لو عبد ماسمعش كلام سيده وسرق ده أخطر ؟ ولا الأخطر ان الإبن مايسمعش كلام ابوه و يسرق ؟ العبد هايترمي ، وصورته مش من صورة السيد، لكن الإبن مش كده الابن صورة ابيه عشان كده احنا كمسحيين عندنا يوافق و لا يوافق يليق و لا يليق لاننا صورة ربنا بنعمل كده طاعة و محبة لربنا مش خوف منه لاننا اولاده :
"فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (مت 5: 16).
انتهي باقوال الاباء عن الموضوع ده :
القديس ايرينؤس :
- "ليس كل شيء يليق بأبناء الله. يجب علينا أن نعيش بما يتناسب مع كرامتنا كأبناء لله وأن نسعى إلى الأعمال التي تمجد الله وتبني الكنيسة."
)"(ضد الهرطقات"، الكتاب الرابع، الفصل 16
القديس كيرلس الاورشليمي :
- "يجب على المؤمنين أن يسعوا إلى ما يليق بالدعوة المسيحية، ليس فقط الامتناع عن الخطايا، بل البحث عن ما يبني الآخرين ويعزز الحياة المسيحية المشتركة."
(عظاته على الموعوظين، العظة 12)
القديس يوحنا ذهبي الفم :
- "ليس كل شيء مسموحًا به مناسبًا. يجب أن نسعى إلى ما يفيد ويبني. إن الحياة المسيحية ليست مجرد تجنب الخطايا الجسيمة، بل هي السعي وراء الفضائل التي تمجد الله."
(عظاته على رسالة بولس الرسول الأولى إلى كورنثوس)
القديس اغسطينوس :
- "كل الأشياء مسموح بها، ولكن ليس كل الأشياء نافعة. يجب على المسيحي أن يبحث عن ما يعزز الحب والعدالة وليس فقط ما هو قانوني."
(شرح رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية، الكتاب السادس، الفصل 14)
القديس باسيليوس الكبير :
- "الحرية الحقيقية لا تكمن في القيام بكل ما هو مسموح، بل في اختيار ما هو نافع وما يليق بالنفس الروحية."
(كتاب "قوانين الرهبانية"، القانون 45)
اكتب رأيك في هذه المقالة