بسم الاب و الابن و الروح القدس الاله الواحد .امين.:
#ردود_علي_شبهات
=================================
لماذا لعن المسيح شجرة التين ؟
=================================
الشبهة ديه متعلقة بالاعداد ديه في انجيلي مرقس و متي :
((إنجيل مرقس 11: 12-14
"وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ، فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ، وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئًا، فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا إِلَّا وَرَقًا، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: لَا يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَرًا بَعْدُ إِلَى ٱلْأَبَدِ!"
(إنجيل متى 21 :18-19)
"وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعًا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ جَاعَ، فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى ٱلطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا وَرَقًا فَقَالَ لَهَا: لَا يَكُونُ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى ٱلْأَبَدِ! فَيَبِسَتِ ٱلشَّجَرَةُ فِي ٱلْحَالِ."
هنا يسأل شخص بطريقة تهكمية :
إزاي المسيح لعن شجرة ملهاش ذنب وكانت خارج موسمها ؟
=================================
أول حاجة لازم نعرفها إن شجرة التين في الكتاب المقدس مش مجرد شجرة فقط ملعنهاش لانها مجرد شجرة ، بل دي بتشير لرمز كبير وهو شعب إسرائيل و المؤمنين بالمسيح ثانيا .
الرمزية الخاصة بإسرائيل :
شجرة التين المثمرة بترمز لشعب إسرائيل اللي كان مفروض يكونوا ناس مليانة إيمان وأعمال صالحة. لكن لما المسيح قرب من الشجرة وملقاش فيها ثمر، ده كان بيعبر عن حالة الشعب في الوقت ده اللي كان مليان مظاهر دينية (زي الأوراق اللي على الشجرة) لكن بدون أي أعمال صالحة.
حتى لو مكانش وقت التين و لو كانت شجرة غيرها ، الشجرة اللي مليانة أوراق في غير موسمها بتدي انطباع إنها ممكن تكون مثمرة. ولما المسيح ملقاش فيها حاجة غير الأوراق، ده كان إشارة لإن الشعب كان مليان مظاهر خارجية بس مفيش أي ثمر روحي حقيقي.
اللعن كتعليم :
لعن الشجرة هنا مش مجرد تعبير عن غضب، لكن كان درس لتلاميذ المسيح و لكل المؤمنين بعد كده. المظاهر الخارجية مش هي الأهم، المهم هو الثمر الروحي والأعمال الصالحة. يعني ربنا عايز مننا نكون مؤمنين فعلاً مش مجرد شكل أو مظهر.
يعني الهدف مكنش للشجرة نفسها انها مفهاش ثمر لكن القصة دي بتدي عبرة لكل المؤمنين. ربنا عايز من كل واحد فينا يثمر في حياته بأعمال صالحة وإيمان حقيقي. مش كفاية إننا نكون بس في الكنيسة أو بنصلي من غير ما حياتنا تكون مليانة بمحبة وخدمة للآخرين و من غير ما يكون في علاقة حقيقة بربنا
=================================
و ادعم شرحي باقوال الاباء القديسين :
القديس كيرلس السكندري :
"الشجرة التي لم تكن تحمل ثمرًا، رغم ما كان ظاهرًا عليها من ورق، تشبه أولئك الذين يبدون مظهرًا دينيًا ولكنه خالٍ من الأعمال الصالحة. المسيح لعنها كرمز للشعب اليهودي الذي كان له المظاهر الخارجية للطاعة ولكن دون ثمر روحي حقيقي. ولذا كانت النتيجة الطبيعية هي الفناء."
Commentary on the Gospel of Luke, Homily 130
القديس يوحنا الذهبي الفم :
"شجرة التين هذه، رغم أنها كانت مزدهرة بالأوراق، إلا أنها لم تكن تقدم ثمرًا، مثل الأمة اليهودية التي كانت لها الطقوس الدينية والمظاهر الخارجية ولكنها كانت فارغة من البر والإيمان. لعن الشجرة كان بمثابة تحذير لأمة إسرائيل وكل من يسلك مثلها."
Homilies on the Gospel of Matthew, Homily 67
القديس أغسطينوس :
"شجرة التين التي لعنها المسيح كانت تعبيرًا رمزيًا قويًا عن رفض الله للرياء الديني. الشجرة كانت ترمز لشعب إسرائيل الذي كان لديه كل المظاهر الخارجية للتدين، ولكنه لم يثمر ثمرًا روحيًا. يسوع لم يلعنها بدافع الغضب، بل ليظهر للجميع أن الحياة الروحية بدون ثمر هي حياة ميتة."
Sermon on the Mount, Book II, Chapter 9
القديس إيرينيؤس :
"إن شجرة التين التي لعنها الرب تشير إلى الشعب الذي لم يكن لديه ثمر. الأوراق الكثيرة كانت تمثل المظاهر الدينية، ولكن عدم وجود ثمر كان يعبر عن قلوبهم الفارغة. لعن الشجرة كان إشارة إلى أن الله يتوقع منا ثمرًا روحيًا حقيقيًا، وليس مجرد مظاهر فارغة."
Against Heresies, Book 4, Chapter 18
القديس غريغوريوس النيسي :
"شجرة التين كانت ترمز لإسرائيل، التي كانت تمتلك الناموس والأنبياء والعبادة، لكن دون أن تثمر ثمار البر. لعن الشجرة كان تحذيرًا لنا جميعًا أن الإيمان بدون أعمال ميت."
Commentary on the Song of Songs, Homily 5
=================================
بجانب اقوال الاباء هستعرض شرح علماء و مدافعين غربيين :
وليام باركلي :
"شجرة التين هي رمز واضح لإسرائيل. لم يكن هناك أي شيء من شأنه أن يبرر تلك الأمة في رفضها للملكوت؛ لأنها كانت الأمة التي كانت تمتلك كلمة الله، وكانت أمة العهد. ولكن مثل شجرة التين التي لم تثمر، فإنها رفضت أن تستجيب لنداء المسيح. ولعن الشجرة كان تحذيرًا صارمًا من عاقبة رفض دعوة الله."
"The Gospel of Mark." The Daily Study Bible Series, Revised Edition, Westminster John Knox Press, 1975.
ماثيو هنري :
"لقد كانت هذه الحادثة درسًا حيًا في الأخلاق، فهي توضح لنا أن الله يتوقع من الذين يمتلكون مظاهر العبادة أن يحملوا أيضًا ثمر البر. لعن شجرة التين كان رمزًا لما سيحدث لكل من يرفض أن يثمر ثمرًا روحيًا رغم كل الفرص التي أعطاها الله له."
"Matthew Henry's Commentary on the Whole Bible." Fleming H. Revell Company, 1706.
إف. إف. بروس :
"يسوع لم يكن غاضبًا من الشجرة بحد ذاتها، بل كان يستخدمها كرمز. الشجرة تمثل أولئك الذين يظهرون في الخارج على أنهم ملتزمون دينيًا، ولكن حياتهم خالية من الثمار الروحية. إنها تحذير من الدين الذي يركز على المظاهر دون الجوهر."
"The Hard Sayings of Jesus." InterVarsity Press, 1983.
جون ستوت :
"الدرس الذي نتعلمه من لعن شجرة التين هو أن الله لا يهتم بالمظاهر الخارجية بقدر ما يهتم بالثمر الداخلي. الحياة المسيحية ليست مجرد أداء واجبات دينية، بل هي حياة مليئة بالثمر الروحي الذي يمجد الله."
"Basic Christianity." InterVarsity Press, 1958.
راي ستيدمان :
"المسيح لم يكن لعن شجرة التين مجرد عقاب للنبات؛ بل كان تحذيرًا قاسيًا للشعب الإسرائيلي الذين كانت لديهم كل الإمكانيات الروحية ولكنهم لم يثمروا. كانت الشجرة تمثل المظاهر الخادعة، وكان اللعن هو الدينونة على النفاق."
Stedman, Ray C. "Expository Studies in the Gospel of Mark." Word Books, 1982.
=================================
كمان بجانب قصة شجرة التين الي هي رمز للرياء و المرائية و التدين الظاهري المسيح نفسه كان بيوبخ الكتبة و الفريسين و كل شخص يمجد الله ظاهريا و قلبه بعيدا كل البعد عنه :
متى 6: 5
"وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلَا تَكُونُوا كَٱلْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا ٱلشَّوَارِعِ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ ٱسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ."
مرقس 7: 6-7
"فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «حَسَنًا تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرَاؤُونَ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا ٱلشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا. وَبَاطِلًا يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا ٱلنَّاسِ."
متى 15: 7-8
"يَا مُرَاؤُونَ، حَسَنًا تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلًا: «يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا ٱلشَّعْبُ بِفَمِهِ، وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا."
متى 6 :1-2
"ٱحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوا إِلَيْكُمْ، وَإِلَّا فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ. فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلَا تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِٱلْبُوقِ كَمَا يَفْعَلُ ٱلْمُرَاؤُونَ فِي ٱلْمَجَامِعِ وَفِي ٱلأَزِقَّةِ لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ ٱلنَّاسِ. ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُمْ قَدِ ٱسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ."
متى 23: 27-28
"وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً، تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا."
=================================
و ده من اسباب اهتمام الكتاب المقدس بالايمان و الاعمال معا :
الاعمال النقية التي من القلب
الاعمال الحقيقية لاجل الرب و البركة و الخير و الحياة في نعمة مع الاله
ليست المرائية و التدين الظاهري :
يعقوب 2: 14-17
"مَا ٱلْمَنْفَعَةُ، يَا إِخْوَتِي، إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّهُ يُؤْمِنُ وَلَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يُمْكِنُ لِلْإِيمَانِ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ إِنْ كَانَ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْوِزَيْنِ إِلَى ٱلْقُوتِ ٱلْيَوْمِيِّ، فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: ٱمْضِيَا بِسَلَامٍ، ٱسْتَدْفِئَا وَٱشْبَعَا، وَلَكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا ٱلْحَاجَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ، فَمَا ٱلْمَنْفَعَةُ؟ هَكَذَا ٱلْإِيمَانُ أَيْضًا: إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ."
يعقوب 2 :18-20
"لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ. أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ إِيمَانِي بِأَعْمَالِي. أَأَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّهُ يوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ؟ حَسَنًا تَفْعَلُ. وَٱلشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ، أَيُّهَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلْبَاطِلُ، أَنَّ ٱلْإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟"
"لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ." (يع 2: 26).
====================================
باذن المسيح اكون قدمت شرح وافي و شامل في الموضوع ده
و سلام المسيح مع جميعكم.
#ردود_علي_شبهات
اكتب رأيك في هذه المقالة