هل بولس الرسول كان بيدعم و بيشجع العبودية ؟
"أَيُّهَا الْعَبِيدُ، أَطِيعُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ، لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ بِبَسَاطَةِ الْقَلْبِ، خَائِفِينَ الرَّبَّ." (كو 3: 22).
"وَالْعَبِيدَ أَنْ يَخْضَعُوا لِسَادَتِهِمْ، وَيُرْضُوهُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ، غَيْرَ مُنَاقِضِينَ،" (تي 2: 9).
==================================
طيب هحاول اوضح في نقط عن الطبيعة التاريخية و الجغرافية الي كان موجود فيها بولس الرسول مع شرح للكلام ده :
لا بولس الرسول مشجعش علي العبودية او ايدها لكن الي عمله هو وضع تعاليم اساسية في التعامل الي منها بيهئ ان العبودية تنتهي في العالم المسيحي و هوضح ده :
السياق التاريخي والجغرافي
العبودية في العصر الروماني :
النظام الاجتماعي : في القرن الأول الميلادي، كانت العبودية جزء أساسي من النظام الاجتماعي والاقتصادي في الإمبراطورية الرومانية. العبيد كانوا يُستخدمون في جميع أنواع الأعمال، من الأعمال المنزلية إلى الزراعة والصناعة والتعليم.
مكانة العبيد : كان العبيد يعتبرون ممتلكات لأسيادهم وليس لهم حقوق قانونية. ومع ذلك، كانت هناك فروق كبيرة في معاملة العبيد، حيث كان البعض يعاملون معاملة حسنة بينما كان البعض الآخر يعانون من سوء المعاملة.
الحياة اليومية : كانت حياة العبيد تعتمد بشكل كبير على أسيادهم، وكان من الصعب عليهم الحصول على الحرية.
أفسس 6:5-9
"أيها العبيد، أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة، في بساطة قلوبكم كما للمسيح. لا بخدمة العين كمن يرضي الناس، بل كعبيد المسيح، عاملين مشيئة الله من القلب. خادمين بنية صالحة كما للرب ليس للناس. عالمين أن مهما عمل كل واحد من الخير فذلك يناله من الرب، عبدا كان أم حرا. وأنتم أيها السادة، افعلوا لهم هذه الأمور، تاركين التهديد، عالمين أن سيدكم أنتم أيضا في السماوات، وليس عنده محاباة."
كولوسي 3:22-25
"أيها العبيد، أطيعوا في كل شيء سادتكم حسب الجسد، لا بخدمة العين كمن يرضي الناس، بل ببساطة القلب، خائفين الرب. وكل ما فعلتم، فاعملوا من القلب كما للرب ليس للناس، عالمين أنكم من الرب ستنالون جزاء الميراث، لأنكم تخدمون الرب المسيح. وأما الظالم فسينال ما ظلم به، وليس محاباة."
التفسير و التحليل لهذ النصوص :
طبيعة الطاعة : بولس يشدد على أن طاعة العبيد لأسيادهم يجب أن تكون "في بساطة قلوبكم كما للمسيح" و"خائفين الرب". هذا يعني أن الطاعة يجب أن تكون من القلب وبنية حسنة، كجزء من الإيمان المسيحي
النية الداخلية : بولس يركز على النية الداخلية للعبيد، مشجعًا إياهم على أن يكونوا أمناء في عملهم كأنهم يعملون للرب وليس للبشر.
السادة والعبيد: بولس يخاطب السادة أيضا، مطالبا إياهم بأن يعاملوا عبيدهم بعدل واحترام، متذكرين أن لهم سيدا في السماء.
الإصلاح من الداخل : بولس كان يعلم أن العبودية كانت جزءًا من النظام الاجتماعي الذي لا يمكن تغييره بسهولة في وقته. بدل ما يدعو إلى التمرد أو الثورة، كان يشجع على التغيير من الداخل، من خلال تغيير القلوب والممارسات
المساواة الروحية : في الرسالة إلى أهل غلاطية، يقول بولس الرسول : "لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ، لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ، لَيْسَ ذَكَرٌ وَلاَ أُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (غلاطية 3: 28). هذا يشير إلى المساواة الروحية بين جميع المؤمنين، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي.
الإصلاح الشخصي: بولس الرسول يشدد على تحسين السلوك الشخصي والعلاقات، مما قد يؤدي إلى تحسين الأوضاع الاجتماعية بشكل تدريجي
فا الخلاصة
بولس الرسول مشجعش ابدا على العبودية او ايدها ، بل كان يقدم تعليمات عملية للعبيد والسادة في سياق نظام اجتماعي معين، بهدف تحسين العلاقات والعدالة داخل ذلك النظام. كان يهدف إلى التغيير من الداخل، من خلال إظهار المحبة والعدالة والإيمان في التعاملات اليومية، سواء كان الشخص عبد أو سيد و ده الي حدث فعلا هذه التعاليم كانت الطريق الاول و التمهيد ان العبودية بالفعل تنتهي في العالم المسيحي.
اكتب رأيك في هذه المقالة