هل هناك تناقض في قصة ظهور المسيح للقديس بولس الرسول ؟ (شبهات حول ظهور المسيح للقديس بولس الرسول)

 


بسم الاب و الابن و الروح القدس الاله الواحد .امين.:

#ردود_علي_شبهات

=================================

شبهات حول ظهور المسيح للقديس بولس الرسول 

=================================

الشبهات ديه متمحورة حوالين تحول القديس بولس للمسيحية في طريقه الي دمشق.

في القصة ديه بتتكلم عن ظهور المسيح له ايام ما بولس كان اسمه (شاول الطرسوسي).

التناقضات الي بيعرضها المشكك بتكون حوالين النصين دول :

"وَأَمَّا الرِّجَالُ الْمُسَافِرُونَ مَعَهُ فَوَقَفُوا صَامِتِينَ، يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلاَ يَنْظُرُونَ أَحَدًا." (أع 9: 7).

"وَالَّذِينَ كَانُوا مَعِي نَظَرُوا النُّورَ وَارْتَعَبُوا، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا صَوْتَ الَّذِي كَلَّمَنِي." (أع 22: 9).

=================================

تلاقي المشكك يعرضلك سؤالين بطريقة تهكمية :

السوال الاول : ازاي يسمعون صوت في النص الاول و لا يسمعون صوت في النص التاني ؟

السؤال الثاني : ازاي لا ينظرون احدا في النص الاول و نظروا النور في النص التاني ؟

=================================

في الحقيقة النصوص مفهاش تناقض ممكن يبان تناقض ظاهري لكن التعمق في النصوص هتكتشف ان مفيش تناقض من الاساس :

اول حاجة لازم نعرف ان الكتاب المقدس مش بيتعامل بطريقة مباشرة بحاجات كتير بل لما بيذكر حدث بالاخص حاجات مهمة زي ديه بيعرض الحدث من اكثر من زاوية نفس الحدث كم زوايا مختلفة للتاكيد علي اهمية الحدث و انه حصل بالفعل .

الاجابة ببساطة علي الشبهة من خلال التركيز في النصوص مش اكتر :

السوال الاول : ازاي يسمعون صوت في النص الاول و لا يسمعون صوت في النص التاني ؟

هنا الي كانوا مع بولس الرسول و المرافقين ليه هم سمعوا صوت :

في تفسريين و الاتنين سلام و يعتبروا مكملين لبعض :

التفسير الاول :

 انهم سمعوا صوت بولس و هو بيتكلم سمعوه بوضوح .

و التفسير التاني :

سمعوا صوت يعني سمعوا صوت بولس و صوت المسيح لكن مفهموش صوت المسيح سمعوا اشبه بالتشويشات او لغات غريبة و مفهموش ايه بيتقال و التفسير ده بيعتمد علي معني كلمة (سمعوا) المقصودة في النص الاصلي في الكتاب المقدس في الجزئية ديه و ده موضحه اكثر من عالم و مدافع و اكثر من اب من اباء الكنيسة (هستعرضهم بعدين) .

و السبب انهم مسمعوش الكلام و فهموهوش لان الكلام مش ليهم بل لبولس الرسول من المسيح نفسه فا هم سمعوا صوت بولس و سمعوا تشويشات من النور الساطع و بولس واقف قدامه و ده الواضح في النص ده من كلام بولس نفسه لما كان بيدافع عن نفسه قدام الملك أغريباس الثاني :

"فَلَمَّا سَقَطْنَا جَمِيعُنَا عَلَى الأَرْضِ، سَمِعْتُ صَوْتًا يُكَلِّمُنِي وَيَقُولُ بِاللُّغَةِ الْعِبْرَانِيَّةِ: شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ." (أع 26: 14).

و حتي نقرا السياق ان بولس وقف لما المسيح حدد ان الكلام ليه فقط :

اعمال 26

12 «وَلَمَّا كُنْتُ ذَاهِبًا فِي ذلِكَ إِلَى دِمَشْقَ، بِسُلْطَانٍ وَوَصِيَّةٍ مِنْ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ،

13 رَأَيْتُ فِي نِصْفِ النَّهَارِ فِي الطَّرِيقِ، أَيُّهَا الْمَلِكُ، نُورًا مِنَ السَّمَاءِ أَفْضَلَ مِنْ لَمَعَانِ الشَّمْسِ، قَدْ أَبْرَقَ حَوْلِي وَحَوْلَ الذَّاهِبِينَ مَعِي.

14 فَلَمَّا سَقَطْنَا جَمِيعُنَا عَلَى الأَرْضِ، سَمِعْتُ صَوْتًا يُكَلِّمُنِي وَيَقُولُ بِاللُّغَةِ الْعِبْرَانِيَّةِ: شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ .

15 فَقُلْتُ أَنَا: مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ فَقَالَ: أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ.

16 وَلكِنْ قُمْ وَقِفْ عَلَى رِجْلَيْكَ لأَنِّي لِهذَا ظَهَرْتُ لَكَ، لأَنْتَخِبَكَ خَادِمًا وَشَاهِدًا بِمَا رَأَيْتَ وَبِمَا سَأَظْهَرُ لَكَ بِهِ،

17 مُنْقِذًا إِيَّاكَ مِنَ الشَّعْبِ وَمِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَنَا الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ،

18 لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ، وَمِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللهِ، حَتَّى يَنَالُوا بِالإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ الْخَطَايَا وَنَصِيبًا مَعَ الْمُقَدَّسِينَ.

=================================

السؤال الثاني : ازاي لا ينظرون احدا في النص الاول و نظروا النور في النص التاني ؟

الآية في (أع 9: 7) بتقول "ولا ينظرون أحدًا"، وده معناها إنهم ما شافوش شكل المسيح. لكن الآية في (أع 22: 9) بتقول "نظروا النور"، وده مش تناقض لأن المقصود إنهم شافوا نور ساطع بس ما كانوش شايفين شخص محدد.

أع 9: 7: "ولا ينظرون أحدًا" بتوضح إنهم ما شافوش أي شخص واقف أو أي كائن بشكل محدد.

أع 22: 9: "نظروا النور" معناها إنهم شافوا نور ساطع، وهو نور ظهور المسيح، بس مش بشكل المسيح الشخصي

و ده مش تناقض الا في عيون الجاهل بل بمجرد الربط البسيط و الدراسة البسيطة هتستنج انه مش تناقض.

====================================

و الشرح ده استدل بيه من شرح الاباء الاوائل القديسين :

القديس يوحنا ذهبي الفم :

"إن كثيرين يتحدثون عن تناقض في قصة تحول بولس، لكن لا يوجد تناقض هنا إذا تأملنا جيدًا في معاني الكلمات واستخداماتها. ففي الرواية الأولى (أع 9: 7)، يُقال إن الذين كانوا مع شاول 'سمعوا الصوت'، بمعنى أنهم سمعوا صوتًا غير مفهوم، بينما في الرواية الثانية (أع 22: 9) يُقال 'لم يسمعوا صوت الذي كلمني'، مما يعني أنهم لم يسمعوا الكلمات المفهومة التي قالها الرب لبولس. الأمر يتضح عندما ندرك أن الصوت قد يكون سمعه البعض على أنه ضوضاء غير مميزة، بينما سمعه بولس على أنه كلام واضح. كذلك، في ما يتعلق برؤية النور، نجد أن بولس رأى النور وسمع الصوت بشكل واضح ومحدد، بينما الذين كانوا معه ارتعبوا من النور، لكنهم لم يروا شخصًا يتحدث أو يفهموا الصوت بوضوح."

Homilies on the Acts of the Apostles, Homily 47

القديس أغسطينوس :

"إن الفهم السليم للنصوص يتطلب إدراك أن الكتاب المقدس يستخدم أحيانًا لغة تعبيرية توضح معاني مختلفة لنفس الحدث، اعتمادًا على السياق والمكان. فعندما يُذكر أن الرجال الذين كانوا مع بولس 'سمعوا الصوت' (أع 9: 7)، فالمعنى هنا أنهم سمعوا صوتًا دون تمييز كلماته. لكن في موضع آخر (أع 22: 9)، يُذكر 'لم يسمعوا صوت الذي كلمني'، وهذا يعني أنهم لم يسمعوا الصوت بمعنى الفهم والإدراك. الكتاب المقدس لا يتناقض مع نفسه؛ بل علينا أن نميز بين السمع بآذان الجسد والسمع بفهم الروح."

Response to Evangelical Objections, Chapter 12

القديس كيرلس السكندري :

"التفسير الجيد للنصوص يستدعي أن نميز بين الأمور الروحية والجسدية في الكتاب المقدس. في حادثة تحول بولس، قيل أن الذين كانوا معه 'سمعوا الصوت'، ولكن 'لم يسمعوا صوت الذي كلمني'، وهذا يشير إلى الفرق بين السمع الجسدي والفهم الروحي. إن الذين كانوا مع بولس لم يُمنحوا النعمة لرؤية وإدراك الأمور الروحية كما منحها بولس. إنهم رأوا النور ولكن لم يروا الشخص الذي كان يتحدث، وسمعوا صوتًا دون أن يفهموا كلماته. وهكذا، نرى أن الكتاب لا يناقض نفسه بل يعبر عن حقيقة روحية عميقة من خلال هذه الفروق."

Commentary on the Acts of the Apostles, Book 5

القديس غريغوريوس النيسي :

"عندما يتحدث الكتاب المقدس عن الأمور السماوية، فإنه يستخدم تعبيرات مختلفة لتوضيح المعاني التي لا يدركها الإنسان الجسدي بسهولة. بولس سمع الصوت ورأى النور، لكن الذين كانوا معه لم يكونوا مستعدين لسماع أو فهم الصوت الذي سمعه بولس. لذلك، ما يبدو للبعض على أنه تناقض هو في الواقع اختلاف في إدراك الحاضرين للأمور الروحية. ففي موضع نسمع 'يسمعون الصوت' بمعنى السمع الجسدي، وفي موضع آخر 'لم يسمعوا صوت الذي كلمني' بمعنى السمع الروحي والفهم."

Commentary on the Acts of the Apostles, Homily 13

القديس كليمندس الإسكندري :

"عندما يتكلم الكتاب المقدس عن سماع الصوت، يجب أن نفهم أن الكتاب يستخدم لغة تُعبّر عن أنواع مختلفة من السمع. ففي حادثة تحول بولس الرسول، نجد أنه في النص الأول يُقال 'سمعوا الصوت' (أع 9: 7)، وهذا يشير إلى أن الناس سمعوا ضوضاء أو أصوات غير مفهومة. بينما في النص الآخر يُذكر 'لم يسمعوا صوت الذي كلمني' (أع 22: 9)، أي لم يدركوا المعنى أو لم يفهموا الرسالة. هذا يوضح أن السمع هنا ليس مجرد سمع مادي، ولكنه سمع يتطلب فهماً روحياً. ولذلك، ليس هناك تناقض في الكتاب المقدس، بل هناك تعبيرات متعددة توضح مستويات الفهم الروحي المختلف."

Stromata, Book 5, Chapter 12

القديس باسيليوس الكبير :

"في الكتاب المقدس، يمكن أن تكون هناك تفسيرات متعددة لكلمة 'سمع' بناءً على السياق. في رواية تحول بولس الرسول، نجد أن الذين كانوا معه سمعوا 'صوتًا' (أع 9: 7)، لكن في الوقت نفسه يُقال إنهم 'لم يسمعوا الصوت الذي كلمني' (أع 22: 9). من هنا، نفهم أن هناك فرقًا بين سماع الصوت كضوضاء وبين فهم الرسالة السماوية. بولس كان وحده من تلقى النعمة لفهم الصوت، وهو ما يُظهر طبيعة السماع الروحي التي لا يمكن أن تُعطى إلا بإرادة الله لهدف روحي."

Letters of Basil, Letter 234

====================================

 بجانب شرح الاباء هستعرض شرح و تفسير المدافعين الغربيين :

ف. ف. بروس :

"من المهم أن نلاحظ أن الكلمات المستخدمة في روايات تحول بولس في أعمال الرسل قد تم اختيارها بعناية لتعكس ما حدث بالفعل. في أعمال الرسل 9: 7، يقال إن الرجال الذين كانوا مع بولس 'سمعوا الصوت'، لكن الكلمة اليونانية المستخدمة 'φωνή' (phōnē) قد تعني أيضًا صوتًا غير واضح أو غير مفهوم. بينما في أعمال الرسل 22: 9، نجد أن الرجال 'لم يسمعوا صوت الذي كلمني'. هنا، 'φωνή' تُستخدم بشكل محدد للإشارة إلى فهم الرسالة أو الكلمات المنطوقة. بالتالي، ليس هناك تناقض؛ بل السياق يظهر أن الرجال سمعوا صوتًا (ضوضاء) ولكنهم لم يفهموا الكلمات أو المعنى الدقيق للكلمات التي كُلم بها بولس. وهذا النوع من التفسير ليس مجرد لعبة كلمات، بل يعتمد على الفروق الدقيقة في اللغة اليونانية الأصلية التي كُتب بها النص."

 The Book of Acts, Revised Edition, Eerdmans, 1988, pp. 185-186

 ويليام باركلي :

"عندما ندرس روايات بولس عن تحوله، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن بولس نفسه كان قد سرد هذه القصة في مناسبتين مختلفتين على الأقل، ولكل مرة منها سياقها الخاص. في أعمال الرسل 9: 7، يُقال إن الرجال 'سمعوا الصوت' ولكنهم 'لم يروا أحدًا'. في حين أن الرواية الأخرى في أعمال الرسل 22: 9 تقول إنهم 'لم يسمعوا صوت الذي كلمني'. من السهل أن نرى هنا اختلافات في طريقة وصف الحدث، لكن هذه ليست تناقضات بل هي تفسيرات تُظهر الفروق بين السمع الجسدي (ضجيج الصوت) والسمع الروحي (فهم الرسالة). يبدو أن الرجال سمعوا الصوت كضجيج أو كصوت غير مميز ولم يفهموا الكلمات التي كانت موجهة إلى بولس بشكل خاص."

The Daily Study Bible Series: The Acts of the Apostles, Westminster John Knox Press, 1976, pp. 73-74.

نورمان جايسلر :

"الروايات المختلفة لتحول بولس في أعمال الرسل 9 و22 و26 قد تُفسر على أنها تناقضات من قبل البعض، لكن الدراسة الدقيقة تُظهر أنها تكمل بعضها البعض ولا تتعارض. في أعمال الرسل 9: 7، 'سمعوا الصوت' يُفهم بأنه يشير إلى صوت غير مميز أو غير مفهوم، بينما في أعمال الرسل 22: 9، 'لم يسمعوا صوت الذي كلمني'، يعبر عن عدم قدرتهم على تمييز أو فهم الكلام. بالإضافة إلى ذلك، يُظهر النص في أعمال 26 أن الرجال سقطوا على الأرض، مما يشير إلى أن التجربة كانت ذات طبيعة خارقة ولم يكن لهم القدرة على استيعاب كل جوانبها مثل بولس."

 Baker Encyclopedia of Christian Apologetics, Baker Books, 1999, p. 379

غليسون آرتشر :

"في النظر إلى روايات تحول بولس، لا يوجد تناقض حقيقي بين النصوص المختلفة في أعمال الرسل. عندما يُذكر أن الرجال الذين كانوا مع بولس 'سمعوا الصوت' (أع 9: 7)، يجب أن نلاحظ أن الفعل اليوناني يمكن أن يشير إلى سماع ضوضاء غير مميزة. وعندما يُقال إنهم 'لم يسمعوا صوت الذي كلمني' (أع 22: 9)، فهذا يعني أنهم لم يسمعوا الكلام المفهوم الذي كان موجهاً لبولس. في الواقع، هذا يوضح بعمق أن التجربة كانت خاصة لبولس، وأن الصوت كان غير مفهوم للحاضرين الآخرين."

Encyclopedia of Bible Difficulties, Zondervan, 1982, pp. 382-383

فا كل الادلة ديه تبطل تماما زعم التحريف او التناقض

====================================

باذن المسيح اكون قدمت شرح وافي و شامل في الموضوع ده

و سلام المسيح مع جميعكم.

#ردود_علي_شبهات

Siervo De Jehová
بواسطة : Siervo De Jehová
"لكي تجثو باسم يسوع كل رُكْبَةٍ" (في 2: 10)
Comments